بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَالَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا} (48)

ثم قال : { انظر كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأمثال } ، أي وصفوا لك الأمثال حيث قالوا : ساحر أو مجنون . { فُضّلُواْ } ، أي أخطأوا في المقالة فتحيروا . { فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً } ، أي لا يجدون مخرجاً مما قالوا لتناقض قولهم ، لأنهم قالوا مرة : ساحر والساحر عندهم المبالغ في العلم ، ومرة قالوا : مجنون والمجنون عندهم من هو في غاية الجهل . قال ابن الصائب : وذلك أن أبا سفيان بن حرب ، والنضر بن الحارث وغيرهم ، كانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستمعون إلى حديثه ، فقال النضر ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه : ما أدري ما يقول محمد ، غير أني أرى شفتيه تتحركان . فقال أبو جهل : هو مجنون ؛ وقال أبو لهب : بل هو كاهن ؛ وقال حويطب : بل هو شاعر . فنزل : { وَإِذَا قَرَأْتَ القرءان } إلى قوله : { قُلْ عسى أَن يَكُونَ قَرِيبًا }