نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَالَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا} (48)

ثم وصل بذلك الدليل على نسبته سبحانه لهم إلى الجهل الذي كان نتيجة قولهم هذا فقال تعالى : { انظر } ولما كان أمرهم بما يزيد العجب منه وتتوفر الدواعي على السؤال عنه قال تعالى : { كيف ضربوا } أي هؤلاء الضلال { لك الأمثال } التي هي أبعد شيء عن صفتك من قولهم : ساحر وشاعر ومجنون ونحوه { فضلوا } عن الحق في جميع ذلك { فلا } أي فتسبب عن ضلالهم أنهم لا { يستطيعون سبيلاً * } أي يسلكون فيه ، إلى إصابة المحن في مثل ، أو إحكام الأمر في عمل ، وهذا بعد أن نهاهم الله بقوله تعالى{ فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون }[ النحل :74 ] فكأن هذا أدل دليل على ما وصفناهم به من عدم الفهم والسمع فضلاً عن أن يكون لهم إلى مقاومة هذا القرآن - الذي يدعون أنه قول البشر - سبيل أو يغبروا في وجهه بشبهة فضلاً عن دليل .