معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَا يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا} (33)

قوله تعالى : { ولا يأتونك } يا محمد يعني : هؤلاء المشركين ، { بمثل } يضربونه في إبطال أمرك { إلا جئناك بالحق } يعني بما ترد به ما جاؤوا به من المثل وتبطله ، فسمى ما يوردون من الشبه مثلاً ، وسمى ما يدفع به الشبه حقاً ، { وأحسن تفسيراً } أي : بياناً وتفصيلاً ، والتفسير : تفعيل من الفسر ، وهو كشف ما قد غطي .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَا يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا} (33)

21

ويمضي في تثبيت الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وتطمينه على إمداده بالحجة البالغة كلما فتحوا له بابا من الجدل ، وكلما اقترحوا عليه اقتراحا ، أو اعترضوا عليه اعتراضا :

( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ) . .

وإنهم ليجادلون بالباطل ، والله يرد عليهم باطلهم بالحق الذي يدمغه . والحق هو الغاية التي يريد القرآن تقريرها ، وليس مجرد الانتصار في الجدل ، ولا الغلب في المحاجة . إنما هو الحق القوي بنفسه ، الواضح الذي لا يتلبس به الباطل .

والله سبحانه يعد رسوله [ صلى الله عليه وسلم ] بالعون في كل جدل يقوم بينه وبين قومه . فهو على الحق ، والله يمده بالحق الذي يعفى على الباطل . فأنى يقف جدلهم لحجة الله البالغة ? وأنى يقف باطلهم للحق الدامغ الذي يتنزل من عند الله ?

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَا يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا} (33)

وأراد الله تعالى أن ينزل القرآن في النوازل والحوادث التي قدرها وقدر نزوله فيها . ثم أخبر تعالى نبيه أن هؤلاء الكفرة لا يجيئون بمثل يضربونه على جهة المعارضة منهم كتمثيلهم في هذه بالتوراة والإنجيل إلا جاء القرآن { بالحق } في ذلك بالجلية ثم هو { أحسن تفسيراً } وأفصح بياناً وتفصيلاً .