اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَا يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا} (33)

قوله : «ولا يَأْتُونَك » يعني المشركين «بمثل » يَضربونه{[36088]} في إبطال أمرك { إلا جئناك بالحق } الذي{[36089]} يدفع ما جاءوا به من المثل ويبطله كقوله : { بَلْ نَقْذِفُ بالحق عَلَى الباطل فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } [ الأنبياء : 18 ] في ما يريدون من الشبه مثلاً ، وسمى ما يدفع به الشُّبَه{[36090]} حقاً{[36091]} .

قوله : { إِلاَّ جِئْنَاكَ بالحق } هذا الاستثناء مفرغ ، والجملة في محل نصب على الحال ، أي : لا يأتونك بمثل إلا في حال إيتاننا إياك كذا ، والمعنى : ولا يأتونك بسؤال عجيب إلا جئناك بالأمر الحق ، «وأحْسَنَ تَفْسِيراً » أي : بياناً وتفصيلاً ، و «تفسيراً » تمييز . والمفضّل عليه محذوف : تفسيراً من مثلهم {[36092]} .

والتفسير : تفعيل من الفَسْرِ{[36093]} ، وهو كشف ما قد غطي{[36094]} .


[36088]:في ب: تصرفونه.
[36089]:الذي: مكرر في ب.
[36090]:ما بين القوسين سقط من ب.
[36091]:انظر البغوي 6/176.
[36092]:انظر البحر المحيط 6/497.
[36093]:في ب: المفسر.
[36094]:اللسان (فسر).