تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَا يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا} (33)

الآية 33 ] وقوله تعالى : { ولا يأتونك بمثل } أي بصفة ، يشبهون بها على الخلق { إلا جئناك بالحق } بصفة هي أحق مما أتوها هم ، فترفع تلك الشبهة عنهم ؛ أعني عن الخلق ، أو يقال : { ولا يأتونك بمثل } بصفة ، هي باطل { إلا جئناك بالحق } أي بصفة ، هي حق ، فتبطل تلك وتضمحل { وأحسن تفسيرا } أي بيانا من الأول . وعلى التأويل الثاني ظاهر ، ولا شك أنه أحسن وأحق .

قال أبو عوسجة : { ورتلناه ترتيلا } أي أنزلنا بعضه بعد بعض وعلى إثر بعض ؛ لم ينزله في مرة واحدة . وكذلك قال في قوله : { ونزلناه تنزيلا } [ الإسراء : 106 ] .

وقال بعضهم : قوله : [ ورتلناه ترتيلا } أي بيناه تبيانا .

وقال بعضهم : في قوله : { ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا } قال : لا يخاصمونك بشيء ، ولا يجادلونك { إلا جئناك بالحق } يعني القرآن { وأحسن تفسيرا } ، يقول{[14430]} : جئناك بالقرآن بأحسن مما جاؤوا ب تفسيرا . وهو قريب مما ذكرنا بدءا . وفي حرف حفصة : إلا جئناك بأحق منه وأحسن تفسيرا . وهو شبيه ببعض التأويلات التي ذكرنا .


[14430]:- في الأصل وم: بقوله.