فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَا يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا} (33)

ثم ذكر سبحانه أنهم محجوجون في كل أوان مدفوع قولهم بكل وجه وعلى كل حالة فقال :

{ وَلا يَأْتُونَكَ } أي لا يأتيك يا محمد المشركون { بِمَثَلٍ } من أمثالهم التي من جملتها اقتراحاتهم المتعنتة في إبطال أمرك { إِلا جِئْنَاكَ } في مقابلة مثلهم { بِالْحَقِّ } أي بالجواب الحق الثابت الذي يبطل ما جاؤوا به من المثل ، ويدمغه ويدفعه ، فالمراد بالمثل هنا السؤال والاقتراح ، وبالحق جوابه الذي يقطع ذريعته ، ويبطل شهيته ، ويحسم مادته ، والاستثناء مفرغ من أعم الأحوال ، والجملة في محل الحال . أي لا يأتونك بمثل في حال من الأحوال إلا في حال إيتائنا إياك ذلك .

{ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا } أي جئناك بأحسن تفسير بيانا وتفصيلا . وبما هو معنى ومؤدى من مثلهم ، أي من سؤالهم ، وإنما حذف من مثلهم لأن في الكلام دليلا عليه .