معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ} (56)

{ الملك يومئذ } يعني يوم القيامة { لله } وحده من غير منازع ، { يحكم بينهم } ثم بين الحكم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ} (56)

42

في هذا اليوم الملك لله وحده . فلا ملك لأحد ، حتى الملك الظاهري الذي كان يظنه الناس في الأرض ملكا . والحكم يومئذ لله وحده ، وهو يقضي لكل فريق بجزائه المقسوم : ( فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم ) . .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ} (56)

{ الملك يومئذ لله } التنوين فيه ينوب عن الجملة التي دلت عليها الغاية أي : يوم تزول مريتهم . { يحكم بينهم } بالمجازاة ، والضمير يعم المؤمنين والكافرين لتفصيله بقوله : { فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم } .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ} (56)

وقوله { الملك يومئذ لله } ، السابق منه{[8420]} أنه في يوم القيامة من حيث لا ملك فيه لأحد من ملوك الدنيا ، ويجوز أن يريد به يوم بدر ونحوه من حيث ينفذ فيه قضاء الله وحده ويبطل ما سواه ويمضي حكمه فيمن أراد تعذيبه ، فأما من تأوله في يوم القيامة فاتسق له قوله { فالذين آمنوا } إلى قوله { مهين } ، ومن تأوله في يوم بدر ونحوه جعل قوله { فالذين آمنوا } ، ابتداء خبر عن حالهم المتركبة على حالهم في ذلك اليوم العقيم من الإيمان والكفر .


[8420]:يعني: المتبادر إلى الذهن.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ} (56)

آذنت الغاية التي في قوله : { حتى تأتيهم الساعة بغتة } [ الحج : 55 ] أن ذلك وقت زوال مرية الذين كفروا ، فكان ذلك منشأ سؤال سائل عن صورة زوال المرية : وعن ماذا يلقونه عند زوالها ، فكان المقام أن يجاب السؤال بجملة { الملك يومئذ لله يحكم بينهم } إلى آخر ما فيها من التفصيل ، فهي استئناف بياني .

فقوله { يومئذ } تقدير مضافه الذي عُوّض عنه التنوين : يوم إذ تزول مريتهم بحلول الساعة وظهور أن ما وعدهم الله هو الحق ، أو يوم إذ تأتيهم الساعة بغتة .

وجملة { يحكم بينهم } اشتمال من جملة { الملك يومئذ لله } .

والحكم بينهم : الحكمُ فيما اختلفوا فيه من ادّعاء كل فريق أنه على الحق وأن ضده على الباطل ، الدال عليه قوله : { وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك } [ الحج : 54 ] وقوله : { ولا يزال الذين كفروا في مرية منه } [ الحج : 55 ] فقد يكون الحكم بالقول ، وقد يكون بظهور آثار الحق لفريق وظهور آثار الباطل لفريق ، وقد فُصل الحكم بقوله : { فالذين آمنوا وعملوا الصالحات } الخ ، وهو تفصيل لأثر الحكم يدلّ على تفصيل أصله ، أي ذلك حكم الله بينهم في ذلك اليوم .

وأريد بالذين آمنوا وعملوا الصالحات عمومه . وخص بالذكر منهم الذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا تنويهاً بشأن الهجرة ، ولأجلها استوى أصحابها في درجات الآخرة سواء منهم من قتل في سبيل الله أو مات في غير قتال بعد أن هاجر من دار الكفر .

والتعريف في { الملك } تعريف الجنس ، فدلّت جملة { الملك يومئذ لله } على أن ماهية الملك مقصورة يومئذ على الكون مِلكاً لله ، كما تقدم في قوله تعالى { الحمد لله } [ الفاتحة : 2 ] أي لا ملك لغيره يومئذ .

والمقصود بالكلام هو جملة { يحكم بينهم } إذ هم البدل . وإنما قدمت جملة { الملك يومئذ لله } تمهيداً لها وليقع البيان بالبدل بعد الإبهام الذي في المبدل منه .