فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ} (56)

{ الملك يومئذ لله يحكم بينهم } يوم تقوم الساعة ، ويشاهد عذابها وكربها لا يملك أحد شيئا ، وحتى ما كان من الملك الصوري في الدنيا ينقطع ، وليس لأحد تصرف في أمر من الأمور لا صورة ولا معنى ، وإنما ينفرد بالملك والسلطان والقهر والحكم والاستيلاء الله وحده لا شريك له : { . . لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ){[2269]} ؛ فيقضي الله تعالى ويفصل ، ويحكم لا معقب لحكمه ، ويأمر بمجازاة كل بما عمل ، { فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم } فأما أهل التصديق واليقين ، والذين استقاموا على منهاج رب العامين ، وقدموا أعمال البر والطاعة والخير ، فأولئك في غرفات الجنة آمنون ، وفي النعيم والرضوان خالدون .


[2269]:سورة غافر. من الآية 12.