اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ} (56)

قوله : { الملك يَوْمَئِذٍ للَّهِ } ، وهذا من أقوى ما يدل على أن اليوم العقيم هو هذا اليوم ، وأراد أنه لا مالك{[31679]} في ذلك اليوم سواه . و «يَوْمَئِذٍ » منصوب بما تضمنه «لِلَّهِ » من الاستقرار ، لوقوعه خبراً{[31680]} . و «يَحْكُم » يجوز أن يكون حالاً من اسم الله ، وأن يكون مستأنفاً{[31681]} ، والتنوين في «يَوْمَئِذٍ » عوض من جملة ، فقدرها الزمخشري : يوم يؤمنون . وهو لازم لزوال المِرْيَة ، وقدره أيضاً : يوم نزول مِرْيَتِهِم {[31682]} .

ثم بيَّن تعالى كيف يحكم بينهم وأنه يصير المؤمنين إلى جنات النعيم والكافرين إلى عذاب مهين .


[31679]:في ب: لا ملك. وهو تحريف.
[31680]:انظر التبيان 2/946.
[31681]:المرجع السابق.
[31682]:الكشاف 2/38، والتقدير الثاني أولى.