معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ} (116)

قوله تعالى : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى } أن يسجد .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ} (116)

99

( وإذ قلنا للملائكة : اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ) . .

هكذا في إجمال ، يجيء هذا المشهد الذي يفصل في سور أخرى ، لأن السياق هنا سياق النعمة والرعاية . . فيعجل بمظاهر النعمة في الرعاية :

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ} (116)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره معلما نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، ما كان من تضييع آدم عهده، ومعرّفه بذلك أن ولده لن يعدوا أن يكونوا في ذلك على منهاجه، إلا من عصمه الله منهم: واذكر يا محمد "إذْ قُلْنا للْمَلائِكَةَ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إلاّ إبْلِيسَ أبَى "أن يسجد له.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

و السجود هو الخضوع حين {قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم} [البقر: 33].

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

السجود نوع من التواضع وإكبار القَدْر، ولم تتقدم من آدم عليه السلام طاعة ولا عبادة فَخَلَقه الحقُّ بيده، ورَفَعَ شأنهَ بعدما علَّمه، وحُمِلَ إلى الجنة، وأمَرَ الملائكةَ في كل سماءٍ أن يسجدوا له تكريماً له على الابتلاء، واختباراً لهم. فسجدوا بأجمعهم، وامتنع إبليسُ من بينهم، فَلَقِيَ من الهوان من سبق له في حكم التقدير

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

و «السجود» الذي أمروا به سجود كرامة لآدم وعبادة لله تعالى...

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

وقوله: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ} يذكر تعالى تشريف آدم وتكريمه، وما فضله به على كثير ممن خلق تفضيلا...

{فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى} أي: امتنع واستكبر.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان المقصود من السورة -كما سلف- الإعلام بالحلم والأناة والتلطف بالنائي والقدرة على المعرض، ذكر فعله آدم عليه السلام هذه في هذه السورة بلفظ المعصية مع التصريح بأنها على وجه النسيان، وذكر ذلك أولاً مجملاً ثم أتبعه تفصيله ليكون ذلك مذكوراً مرتين، تأكيداً للمعنى المشار إليه، تقريراً وتحذيراً من الوقوع في منهيّ، وإرشاداً لمن غلب عليه طبع النقص إلى المبادرة إلى الندم وتعاطي أسباب التوبة ليتوب الله عليه كما فعل بآدم عليه السلام فقال: {وإذ} أي اذكر هذا واذكر حين {قلنا} بما لنا من العظمة، أي اذكر قولنا في ذلك الوقت {للملائكة} أي المجبولين على مضي العزم والتصميم على القصد من غير مانع تردد ولا عائق فتور {اسجدوا لآدم} الذي خلقته بيدي، فلم نأمرهم بذلك إلا بعد أن اصطفيناه ونحن عالمون بما سيقع منه، وأنه لا يقدح في رتبة اصطفائه، فإن الحلم والكرم من صفاتنا، والرحمة من شأننا، فلا تيأس من عودنا بالفضل والرحمة على من بالغ في مقاطعتنا من قومك الذين وصفناهم باللدد {فسجدوا} أي الملائكة {إلا إبليس} الذي نسب الله إلى الجور والإخلال بالحكمة فكفر فأيس من الرحمة وسلب الخير فأصر على إضلال الخلق بالتلبيس، فكأنه قيل: ما كان من حاله في عدم سجوده؟ فقيل: {أبى} أي تكبر على آدم فعصى أمر الله.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ليعلن لأمته فتستعصم الحذر من إبليس، كيلا يقعوا في إغوائه الذي توعدهم إذا قال في إصرار لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ثمّ أشارت إلى جانب آخر من هذه القصّة، فقالت: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاّ إبليس أبى) ومن هنا يتّضح مقام آدم العظيم، آدم الذي سجدت له الملائكة، وأبدت هذه المخلوقات العظيمة احترامها إيّاه. كما أنّ عداوة إبليس تجلّت له ضمناً من أوّل الأمر إذ لم يخضع لآدم ولم يعظمه.

لا شكّ أنّ السجدة لا تعني السجدة الخاصّة بعبادة الله، ولا أحد أو موجود يستحقّ أن يكون معبوداً من دون الله سبحانه، وبناءً على هذا فإنّ هذه السجدة كانت لله، غاية ما هناك أنّها كانت من أجل خلق هذا الموجود العظيم. أو أنّ السجدة هنا تعني الخضوع والتواضع.