اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ} (116)

قوله تعالى : { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسجدوا لآدَمَ } تقدَّم الكلام على ذلك مفصَّلاً في سورة البقرة{[27084]} .

وقوله : { أَبَى } جملة مستأنفة ، لأنها جواب سؤال مقدر{[27085]} ، أي : ما منعه من السجود ؟ فأجيب بأنه أبَى واستكبر .

ومفعول الإباء يجوز أن يكون مراداً{[27086]} ، وقد صرَّح به في الآية الأخرى في قوله : { أبى{[27087]} أَن يَكُونَ مَعَ الساجدين }{[27088]} ، وحسن حذفه هنا كون العامل رأس فاصلة . ويجوز أن لا يراد ألبتة ، وأن المعنى : أنه من أهل الإباء والعصيان من غير نظر إلى متعلق الإباء ما هو{[27089]} .


[27084]:عند قوله تعالى: {وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} [البقرة: 34].
[27085]:انظر الكشاف 2/449.
[27086]:في ب: مراد. وهو تحريف.
[27087]:في ب: وصرح به في آية أخرى فأبى. وهو تحريف.
[27088]:[الحجر: 31].
[27089]:وقد رجحه الزمخشري حيث قال: (والوجه أن لا يقدر له مفعول، وهو السجود المدلول عليه بقوله: "فسجدوا"، وأن يكون معناه: أظهر الإباء وتوفق وتثبط). الكشاف 2/449.