السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ} (116)

تنبيه : هذا هو المرّة الخامسة من قصة آدم في القرآن أولها في البقرة ، ثم في الأعراف ، ثم في الحجر ، ثم في الكهف ، ثم هاهنا ، وقوله تعالى : { وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس } تقدَّم الكلام على ذلك مفصلاً في سورة البقرة ، وقوله تعالى : { أبى } جملة مستأنفة ؛ لأنها جواب سؤال مقدر ؛ أي : ما منعه من السجود ؟ فأجيب بأنه أبى ، ومفعول الإباء يجوز أن يكون مراداً ، وقد صرح به في الآية الأخرى في قوله تعالى : { أبى أن يكون من الساجدين } [ الحجر ، 31 ] ، وحسن حذفه هنا كون العامل رأس فاصلة ، ويجوز أن لا يراد أصلاً ، وأنَّ المعنى أنه من أهل الإباء والعصيان من غير نظر إلى متعلق الإباء ما هو .