ولما كان المقصود من السورة - كما سلف - الإعلام بالحلم والأناة والتلطف بالنائي{[50085]} والقدرة على المعرض ، ذكر فعله{[50086]} آدم عليه السلام هذه في هذه السورة بلفظ المعصية مع التصريح بأنها على وجه النسيان ، وذكر ذلك أولاً مجملاً ثم أتبعه تفصيله ليكون ذلك مذكوراً مرتين ، تأكيداً للمعنى المشار إليه ، تقريراً وتحذيراً من الوقوع في منهيّ ، وإرشاداً لمن {[50087]}غلب عليه{[50088]} طبع النقص إلى المبادرة إلى الندم وتعاطي أسباب التوبة ليتوب الله عليه كما فعل بآدم عليه السلام فقال : { وإذ } أي اذكر هذا واذكر حين{[50089]} { قلنا } بما لنا من العظمة ، {[50090]}أي اذكر قولنا في ذلك الوقت{[50091]} { للملائكة } {[50092]}أي المجبولين على مضي العزم والتصميم{[50093]} على القصد{[50094]} من غير مانع تردد{[50095]} ولا عائق فتور { اسجدوا لآدم } الذي خلقته بيدي ، فلم نأمرهم بذلك إلا بعد أن اصطفيناه ونحن عالمون بما سيقع منه ، وأنه لا يقدح في رتبة اصطفائه ، فإن الحلم والكرم من صفاتنا ، والرحمة من شأننا ، فلا تيأس من عودنا بالفضل والرحمة على من بالغ في مقاطعتنا من قومك الذين وصفناهم باللدد { فسجدوا } أي الملائكة{[50096]} { إلا إبليس } {[50097]}الذي نسب الله إلى الجور والإخلال بالحكمة{[50098]} فكفر فأيس من الرحمة وسلب الخير فأصر على إضلال الخلق بالتلبيس ، فكأنه قيل : ما كان من حاله {[50099]}في عدم سجوده{[50100]} ؟ فقيل : { أبى* } أي تكبر على آدم فعصى أمر الله
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.