نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ} (116)

ولما كان المقصود من السورة - كما سلف - الإعلام بالحلم والأناة والتلطف بالنائي{[50085]} والقدرة على المعرض ، ذكر فعله{[50086]} آدم عليه السلام هذه في هذه السورة بلفظ المعصية مع التصريح بأنها على وجه النسيان ، وذكر ذلك أولاً مجملاً ثم أتبعه تفصيله ليكون ذلك مذكوراً مرتين ، تأكيداً للمعنى المشار إليه ، تقريراً وتحذيراً من الوقوع في منهيّ ، وإرشاداً لمن {[50087]}غلب عليه{[50088]} طبع النقص إلى المبادرة إلى الندم وتعاطي أسباب التوبة ليتوب الله عليه كما فعل بآدم عليه السلام فقال : { وإذ } أي اذكر هذا واذكر حين{[50089]} { قلنا } بما لنا من العظمة ، {[50090]}أي اذكر قولنا في ذلك الوقت{[50091]} { للملائكة } {[50092]}أي المجبولين على مضي العزم والتصميم{[50093]} على القصد{[50094]} من غير مانع تردد{[50095]} ولا عائق فتور { اسجدوا لآدم } الذي خلقته بيدي ، فلم نأمرهم بذلك إلا بعد أن اصطفيناه ونحن عالمون بما سيقع منه ، وأنه لا يقدح في رتبة اصطفائه ، فإن الحلم والكرم من صفاتنا ، والرحمة من شأننا ، فلا تيأس من عودنا بالفضل والرحمة على من بالغ في مقاطعتنا من قومك الذين وصفناهم باللدد { فسجدوا } أي الملائكة{[50096]} { إلا إبليس } {[50097]}الذي نسب الله إلى الجور والإخلال بالحكمة{[50098]} فكفر فأيس من الرحمة وسلب الخير فأصر على إضلال الخلق بالتلبيس ، فكأنه قيل : ما كان من حاله {[50099]}في عدم سجوده{[50100]} ؟ فقيل : { أبى* } أي تكبر على آدم فعصى أمر الله


[50085]:من ظ ومد وفي الأصل: بالتائي، وبين سطري ظ: البعيد.
[50086]:من مد وفي الأصل: قوله وفي ظ: زلة .
[50087]:في مد: غلبه.
[50088]:في مد: غلبه.
[50089]:في ظ: إذ
[50090]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50091]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50092]:العبارة من هنا إلى "فتور" ساقطة من ظ.
[50093]:من مد وفي الأصل: التعميم.
[50094]:من مد وفي الأصل: المقصد .
[50095]:زيد بعده في الأصل: مانع ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.
[50096]:زيد من مد.
[50097]:العبارة من هنا إلى "بالتبليس" ساقطة من ظ.
[50098]:من مد وفي الأصل: بالحكم.
[50099]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50100]:سقط ما بين الرقمين من ظ.