والقسم الثاني : الذين قبلوا النذارة ، وقد ذكرهم بقوله : { إِنَّمَا تُنْذِرُ } أي : إنما تنفع نذارتك ، ويتعظ بنصحك { مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ } [ أي : ] من قصده اتباع الحق وما ذكر به ، { وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ } أي : من اتصف بهذين الأمرين ، القصد الحسن في طلب الحق ، وخشية اللّه تعالى ، فهم الذين ينتفعون برسالتك ، ويزكون بتعليمك ، وهذا الذي وفق لهذين الأمرين { فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ } لذنوبه ، { وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } لأعماله الصالحة ، ونيته الحسنة .
لما تضمن قوله : { وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم } [ يس : 10 ] أن الإِنذار في جانب الذين حق عليهم القول أنهم لا يؤمنون هو وعدمه سواء وكان ذلك قد يُوهم انتفاء الجدوى من الغير وبعض من فضل أهل الإِيمان أعقب ببيان جدوى الإِنذار بالنسبة لمن اتبع الذكر وخشي الرحمان بالغيب .
والاتّباع : حقيقته الاقتفاء والسَّيْر وراء سائر ، وهو هنا مستعار للإِقبال على الشيء والعناية به لأن المتبع شيئاً يعتني باقتفائه ، فاتباع الذكر تصديقُه والإِيمانُ بما فيه لأن التدبر فيه يفضي إلى العمل به ، كما ورد في قصة إيمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنه وجد لَوْحاً فيه سورة طه عند أخته فأخذ يقرأُ ويتدّبر فآمن .
وكان المشركون يُعرضون عن سماع القرآن ويصُدُّون الناس عن سماعه ، ويبين ذلك ما في قصة عبد الله بن أُبيّ ابن سَلول في مبدأ حلول رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بمجلس عبد الله بن أُبَيّ فنزل فسلم وتلا عليهم القرآن حتى إذا فرغ قال عبدُ الله بن أُبَيّ : يا هذا إنه لا أحسن من حديثك إن كان حقاً ، فاجلس في بيتك فمن جاءك فحدّثْه ومن لم يأتك فلا تَغُتَّه به " . ولما كان الإِقبال على سماع القرآن مُفضياً إلى الإِيمان بما فيه لأنه يداخل القلب كما قال الوليد بن المغيرة « إن له لَحَلاوة ، وإن عليه لَطَلاوة ، وإن أسفله لمُغْدِق ، وإن أعلاه لمُثمر » . أُتبعت صلة { اتبع الذكر } بجملة { وخشي الرحمان بالغيب } ، فكان المراد من اتّباع الذكر أكمل أنواعه الذي لا يعقبه إعراض فهو مؤدَ إلى امتثال المتبِعين ما يدعوهم إليه .
وخشية الرحمان : تقواه في خويصة أنفسهم ، وهؤلاء هم المؤمنون تنويهاً بشأنهم وبشأن الإِنذار ، فهذا قسيم قوله : { لقد حق القول على أكثرهم } [ يس : 7 ] وهو بقية تفصِيل قوله : { لتنذر قوماً } [ يس : 6 ] . والغرض تقوية داعية الرسول صلى الله عليه وسلم في الإِنذار ، والثناءُ على الذين قَبِلوا نذارته فآمنوا .
فمعنى فعل { تنذر } هو الإِنذار المترتب عليه أثره من الخشية والامتثال ، كأنه قيل : إنما تنذر فينتذر مَن اتبع الذكر ، أي مَن ذلك شأنهم لأنهم آمنوا ويتقون .
والتعبير بفعل المضيّ للدلالة على تحقيق الاتّباع والخشية . والمراد : ابتداءً الاتّباع .
ثم فرع على هذا التنويه الأمر بتبشير هؤلاء بمغفرة ما كان منهم في زمن الجاهلية وما يقترفون من اللمم .
والجمع بين { تنذر } و « بشر » فيه محسن الطِباق ، مع بيان أن أول أمرهم الإِنذار وعاقبته التبشير .
والأجر : الثواب على الإِيمان والطاعات ، ووصفه بالكريم لأنه الأفضل في نوعه كما تقدم عند قوله تعالى : { إني ألقي إلي كتاب كريم } في سورة النمل ( 29 ) .
والتعبير بوصف { الرحمان } دون اسم الجلالة لوجهين : أحدهما : أن المشركين كانوا ينكرون اسم الرحمان ، كما قال تعالى : { قالوا وما الرحمان } [ الفرقان : 60 ] . والثاني : الإِشارة إلى أن رحمته لا تقتضي عدم خشيته فالمؤمن يخشى الله مع علمه برحمته فهو يرجو الرحمة .
فالقصر المستفاد من قوله : { إنما تنذر من اتبع الذكر } وهو قصر الإِنذار على التعلّق ب { من اتبع الذكر } وخشِي الله هو بالتأويل الذي تُؤُوّل به معنى فعل { تنذر } ، أي حصول فائدة الإِنذار يكون قصراً حقيقياً ، وإن أبيت إلا إبقاء فعل { تنذر } على ظاهر استعمال الأفعال وهو الدلالة على وقوع مصادرها فالقصر ادعائي بتنزيل إنذار الذين لم يتبعوا الذكر ولم يخشوا منزلة عدم الإِنذار في انتفاء فائدته .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{إنما تنذر من اتبع الذكر} القرآن {وخشي الرحمن} وخشي عذاب الرحمن.
{بالغيب} ولم يره {فبشره بمغفرة} لذنوبهم.
{وأجر كريم} وجزاء حسن في الجنة...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"إنّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتّبَعَ الذّكْرَ" يقول تعالى ذكره: إنما ينفع إنذارك يا محمد من آمن بالقران، واتبع ما فيه من أحكام الله.
"وَخَشِيَ الرّحْمَنَ "يقول: وخاف الله حين يغيب عن أبصار الناظرين، لا المنافق الذي يستخفّ بدين الله إذا خلا، ويظهر الإيمان في الملأ، ولا المشرك الذي قد طبع الله على قلبه.
وقوله: "فَبشّرْهُ بِمغْفِرَةٍ" يقول: فبشر يامحمد هذا الذي اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب بمغفرة من الله لذنوبه "وأجْرٍ كَرِيم" يقول: وثواب منه له في الاَخرة كريم، وذلك أن يعطيه على عمله ذلك الجنة... عن قتادة "إنّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتّبَعَ الذّكْرَ"، واتباع الذكر: اتباع القرآن.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{إنما تنذر من اتّبع الذِّكر} ومن لم يتّبع {وخشي الرحمان بالغيب} ومن لم يخش، أو إنما ينتفع بالذكر من اتبع الذّكر، وخشي الرحمان، فأما من لم يتّبع الذّكر، ولم يخش الرحمان، فلا ينتفع.
ويحتمل أن يكون فيه إخبار بإنذاره من اتبع الذّكر، وليس فيه نفي عن إنذار من لم يتّبع، ولا تخصيص منه بالإنذار أحد الفريقين دون الآخرين، والله أعلم.
والذِّكر يحتمل القرآن، ويحتمل غيره من الذكرى كقوله: {وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} [الذاريات: 55].
{فبشّره بمغفرة وأجر كريم} تحتمل البشارة عما سلف من الذنوب والأجرام إذا رجعوا عنها، أو عن تقصير كان منهم في الفعل في خلال ذلك، وإن اعتقدوا في الجملة ألا يخالفوا ربهم في فعل ولا في قول، إذ كل مؤمن يعتقد في أصل إيمانه ترك مخالفة الرب في كل الأحوال، وإن تخلّل في بعض أحواله تقصير أو مخالفة الرّب بغلبة شهوة أو طمع في عفوه ورحمته.
{وأجر كريم} قيل: حسن، ويحتمل تسميته كريما لما يكرّم من نال ذلك، والله أعلم.
... {وخشي الرحمن} فيه لطيفة، وهي أن الرحمة تورث الاتكال والرجاء فقال مع أنه رحمن ورحيم فالعاقل لا ينبغي أن يترك الخشية؛ فإن كل من كانت نعمته بسبب رحمته أكثر، فالخوف منه أتم مخافة أن يقطع عنه النعم المتواترة، وتكملة اللطيفة: هي أن من أسماء الله اسمين يختصان به هما الله والرحمن كما قال تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} حتى قال بعض الأئمة: هما علمان؛ إذا عرفت هذا، فالله اسم ينبئ عن الهيبة والرحمن ينبئ عن العاطفية، فقال في موضع {يرجو الله} وقال ههنا {وخشي الرحمن} يعني مع كونه ذا هيبة لا تقطعوا عنه رجاءكم، ومع كونه ذا رحمة لا تأمنوه.
{بالغيب} يعني بالدليل وإن لم ينته إلى درجة المرئي المشاهد؛ فإن عند الانتهاء إلى تلك الدرجة لا يبقى للخشية فائدة.
{فبشره} فيه إشارة إلى الأمر الثاني من أمري الرسالة فإن النبي صلى الله عليه وسلم بشير ونذير، وقد ذكر أنه أرسل لينذر، وذكر أن الإنذار النافع عند اتباع الذكر، فقال بشر: كما أنذرت ونفعت.
{بمغفرة} على التنكير أي بمغفرة واسعة تستر من جميع الجوانب حتى لا يرى عليه أثر من آثار النفس، ويظهر عليه أنوار الروح الزكية.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
لما بيّن ما كان السبب المانع لهم من الإبصار، علم أن السبب المانع من السمع مثله، لأن المخبر عزيز، فهو إذا فعل شيئاً كان على وجه لا يمكن فيه حيلة.
ولما أخبر أن الأكثر بهذه الصفة، استشرف السامع إلى أمارة يعرف بها الأقل الناجي؛ لأنه المقصود بالذات فقال جواباً له: {إنما تنذر} أي إنذاراً ينتفع به المنذر فيتأثر عنه النجاة، فالمعنى: إنما يؤمن بإنذارك.
{من اتبع الذكر} أي أجهد نفسه في اتباع كل ما يذكر بالله من القرآن وغيره ويذكر به صاحبه ويشرف.
{وخشي الرحمن} أي خاف العام الرحمة خوفاً عظيماً، ودل لفت الكلام عن مظهر العظمة إلى الوصف بالرحمانية على أن أهل الخشية يكفيهم في الاتعاظ التذكير بالإحسان.
{بالغيب} أي بسبب ما يخبر به من مقدوراته الغائبة لا سيما البعث الذي كان اختصاصها بغاية بيانه بسبب كونها قلباً من غير طلب آية كاشفة للحجاب، بحيث يصير الأمر عن شهادة لا غيب فيه، بل تجويزاً لما يجوز من انتقامه ولو بقطع إحسانه، لما ثبت له في سورة فاطر من القدرة والاختيار، ويخشاه أيضاً خشية خالصة في حال غيبته عمن يرائيه من الناس، فهؤلاء هم الذين ينفعهم الإنذار، وهو المتقون الذين ثبت في البقرة أن الكتاب هدى لهم، وغيرهم لا سبيل إلى استقامته، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات، فإنه ليس عليك إلا الإنذار، إن الله عليم بما يصنعون، فمن علم منه هذه الخشية أقبل به، ومن علم منه القساوة رده على عقبه بما حال دونه من الغشاوة -والله الموفق.
ولما دل السياق على أن هذا نفع نفسه، تشوف السامع إلى معرفة جزائه، فقال مفرداً الضمير على النسق الماضي في مراعاة لفظ "من "دلالة على قلة هذا الصنف من الناس بأجمعهم في هذه السورة الجامعة بكونها قلباً لما تفرق في غيرها: {فبشره} أي بسبب خشيته بالغيب.
{بمغفرة} أي لذنوبه وإن عظمت وإن تكررت مواقعته لها وتوبته منها، فإن ذلك لا يمنع الاتصاف بالخشية.
ولما حصل العلم بمحو الذنوب عينها وأثرها قال: {وأجر كريم} أي دارّ عظيم هنيء لذيذ متواصل، لا كدر فيه بوجه.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
لما تضمن قوله: {وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم} [يس: 10] أن الإِنذار في جانب الذين حق عليهم القول أنهم لا يؤمنون، هو وعدمه سواء، وكان ذلك قد يُوهم انتفاء الجدوى من الغير، وبعض من فضل أهل الإِيمان أعقب ببيان جدوى الإِنذار بالنسبة لمن اتبع الذكر وخشي الرحمان بالغيب.
والاتّباع: حقيقته الاقتفاء والسَّيْر وراء سائر، وهو هنا مستعار للإِقبال على الشيء والعناية به لأن المتبع شيئاً يعتني باقتفائه، فاتباع الذكر تصديقُه والإِيمانُ بما فيه لأن التدبر فيه يفضي إلى العمل به، كما ورد في قصة إيمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنه وجد لَوْحاً فيه سورة طه عند أخته فأخذ يقرأُ ويتدّبر فآمن.
وكان المشركون يُعرضون عن سماع القرآن ويصُدُّون الناس عن سماعه، ويبين ذلك ما في قصة عبد الله بن أُبيّ ابن سَلول في مبدأ حلول رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بمجلس عبد الله بن أُبَيّ فنزل فسلم وتلا عليهم القرآن حتى إذا فرغ قال عبدُ الله بن أُبَيّ: يا هذا إنه لا أحسن من حديثك إن كان حقاً، فاجلس في بيتك فمن جاءك فحدّثْه ومن لم يأتك فلا تَغُتَّه به".
ولما كان الإِقبال على سماع القرآن مُفضياً إلى الإِيمان بما فيه؛ لأنه يداخل القلب كما قال الوليد بن المغيرة « إن له لَحَلاوة، وإن عليه لَطَلاوة، وإن أسفله لمُغْدِق، وإن أعلاه لمُثمر». أُتبعت صلة {اتبع الذكر} بجملة {وخشي الرحمان بالغيب}، فكان المراد من اتّباع الذكر أكمل أنواعه الذي لا يعقبه إعراض فهو مؤدَ إلى امتثال المتبِعين ما يدعوهم إليه.
وخشية الرحمان: تقواه في خويصة أنفسهم، وهؤلاء هم المؤمنون تنويهاً بشأنهم وبشأن الإِنذار، فهذا قسيم قوله: {لقد حق القول على أكثرهم} [يس: 7] وهو بقية تفصِيل قوله: {لتنذر قوماً} [يس: 6]. والغرض تقوية داعية الرسول صلى الله عليه وسلم في الإِنذار، والثناءُ على الذين قَبِلوا نذارته فآمنوا.
فمعنى فعل {تنذر} هو الإِنذار المترتب عليه أثره من الخشية والامتثال، كأنه قيل: إنما تنذر فينتذر مَن اتبع الذكر، أي مَن ذلك شأنهم لأنهم آمنوا ويتقون.
والتعبير بفعل المضيّ للدلالة على تحقيق الاتّباع والخشية. والمراد: ابتداءً الاتّباع.
ثم فرع على هذا التنويه الأمر بتبشير هؤلاء بمغفرة ما كان منهم في زمن الجاهلية وما يقترفون من اللمم.
والجمع بين {تنذر} و « بشر» فيه محسن الطِباق، مع بيان أن أول أمرهم الإِنذار وعاقبته التبشير.
والأجر: الثواب على الإِيمان والطاعات، ووصفه بالكريم لأنه الأفضل في نوعه كما تقدم عند قوله تعالى: {إني ألقي إلي كتاب كريم} في سورة النمل (29).
والتعبير بوصف {الرحمان} دون اسم الجلالة لوجهين: أحدهما: أن المشركين كانوا ينكرون اسم الرحمان، كما قال تعالى: {قالوا وما الرحمان} [الفرقان: 60].
فالقصر المستفاد من قوله: {إنما تنذر من اتبع الذكر} وهو قصر الإِنذار على التعلّق ب {من اتبع الذكر} وخشِي الله هو بالتأويل الذي تُؤُوّل به معنى فعل {تنذر}، أي حصول فائدة الإِنذار يكون قصراً حقيقياً، وإن أبيت إلا إبقاء فعل {تنذر} على ظاهر استعمال الأفعال، وهو الدلالة على وقوع مصادرها؛ فالقصر ادعائي بتنزيل إنذار الذين لم يتبعوا الذكر ولم يخشوا منزلة عدم الإِنذار في انتفاء فائدته.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
كان الحديث في الآيات السابقة عن مجموعة لا تملك أي استعداد لتقبّل الإنذارات الإلهيّة ويتساوى عندهم الإنذار وعدمه، أمّا هذه الآيات فتتحدّث عن فئة اُخرى هي على النقيض من تلك الفئة، وذلك لكي يتّضح المطلب بالمقارنة بين الفئتين كما هو اُسلوب القرآن.
تقول الآية الاُولى من هذه المجموعة (إنّما تنذر من اتّبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشّره بمغفرة وأجر كريم).
ذكرت في هذه الآية صفتان لمن تؤثّر فيهم مواعظ وإنذارات النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم): وهي «أتباع الذكر» و «الخشية من الله في الغيب». لا شكّ أنّ المقصود من هاتين
الصفتين هو ذلك الاستعداد الذاتي وما هو موجود فيهم «بالقوّة». أي أنّ الإنذار يؤثّر فقط في اُولئك الذين لهم أسماع واعية وقلوب مهيّأة، فالإنذار يترك فيهم أثرين: الأوّل إتّباع الذكر والقرآن الكريم، والآخر الإحساس بالخوف بين يدي الله والمسؤولية.
وبتعبير آخر فإنّ هاتين الحالتين موجودتان فيهم بالقوّة، وإنّها تظهر فيهم بالفعل بعد الإنذار، وذلك على خلاف الكفّار عمي القلوب الغافلين الذين لا يملكون اُذناً صاغية وليسوا أهلا للخشية من الله أبداً.