السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكۡرَ وَخَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِۖ فَبَشِّرۡهُ بِمَغۡفِرَةٖ وَأَجۡرٖ كَرِيمٍ} (11)

ثم بين الله تعالى الأقل الناجي ؛ لأنه المقصود بالذات بقوله تعالى : { إنما تنذر } أي : إنذاراً ينفع المنذر فتتأثر عنه النجاة { من اتبع الذكر } أي : القرآن بالتأمل فيه والعمل به { وخشي الرحمان } أي : خاف عقابه { بالغيب } أي : قبل موته ومعاينة أهواله أو في سريرته ولا يغتر برحمته فإنه تعالى كما هو رحمن رحيم منتقم جبار { فبشّره } أي : بسبب خشيته بالغيب { بمغفرة } أي : لذنوبه وإن عظمت وتكررت .

ولما حصل العلم بمحو الذنوب عينها وأثرها قال تعالى { وأجر كريم } أي : هو الجنة فإنها دار لا كدر فيها بوجه ، والمقصود منها هو النظر لوجهه الكريم ، اللهم متعنا ومحبينا بالنظر إلى وجهك الكريم .