لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكۡرَ وَخَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِۖ فَبَشِّرۡهُ بِمَغۡفِرَةٖ وَأَجۡرٖ كَرِيمٍ} (11)

قوله جل ذكره : { إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } .

أي إنما ينتفع بإنذارك مَنْ اتَّبَعَ الذِكْرَ ؛ فإنَّ إنذارك - وإِن كان عاماً في الكُلِّ وللكُلَّ- فإنَّ الذين كفروا على غيِّهم يُصِرُّون . . ألاَ سَاء ما يحْكُمون ، وإن كانوا لا يعلمون قُبْحَ ما يفعلون . أمَّا الذين اتبعوا الذكر ، واستبصروا ، وانتفعوا بالذي سمعوه منك ، وبه عملوا- فقد استوجبوا أنْ تُبَشِّرَهم ؛ فَبَشِّرْهُم ، وأخبِرْهم على وجهٍ يظهر السرور بمضمون خبرك عليهم .

{ وَأَجْرٌ كَرِيمٍ } : كبير وافر على أعمالهم - وإن كان فيها خَلَلٌ .