تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكۡرَ وَخَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِۖ فَبَشِّرۡهُ بِمَغۡفِرَةٖ وَأَجۡرٖ كَرِيمٍ} (11)

الآية 11 وقوله تعالى : { إنما تنذر من اتّبع الذِّكر } ومن لم يتّبع { وخشي الرحمان بالغيب } ومن لم يخش . أو إنما ينتفع بالذكر من اتبع الذّكر ، وخشي الرحمان . فأما من لم يتّبع الذّكر ، ولم يخش الرحمان ، فلا ينتفع .

[ ويحتمل ]{[17386]} أن يكون فيه إخبار بإنذاره من اتبع الذّكر ، وليس فيه نفي عن إنذار من لم يتّبع ، ولا تخصيص منه بالإنذار أحد الفريقين دون الآخرين ، والله أعلم .

والذِّكر يحتمل القرآن ، ويحتمل غيره من الذكرى كقوله : { وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } [ الذاريات : 55 ] .

وقوله تعالى : { فبشّره بمغفرة وأجر كريم } تحتمل البشارة عما سلف من الذنوب والأجرام إذا رجعوا عنها أو عن تقصير كان منهم في الفعل في خلال ذلك ، وإن اعتقدوا في الجملة ألا يخالفوا ربهم في فعل ولا في قول ، إذ كل مؤمن يعتقد في أصل إيمانه ترك مخالفة الرب في كل الأحوال ، وإن تخلّل في بعض أحواله تقصير أو مخالفة الرّب بغلبة شهوة أو طمع في عفوه ورحمته .

[ وقوله تعالى ]{[17387]} { وأجر كريم } قيل : حسن ، ويحتمل تسميته كريما لما يكرّم من نال ذلك ، والله أعلم .


[17386]:في الأصل وم: أو.
[17387]:ساقطة من الأصل وم.