البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكۡرَ وَخَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِۖ فَبَشِّرۡهُ بِمَغۡفِرَةٖ وَأَجۡرٖ كَرِيمٍ} (11)

{ إنما تنذر } : تقدم { لتنذر قوماً } ، لكنه لما كان محتوماً عليهم أن لا يؤمنوا حتى قال : { وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم } ، لم يجد الإنذار لانتفاء منفعته فقال : { إنما تنذر } : أي إنذاراً ينفع من اتبع الذكر ، وهو القرآن .

قال قتادة : أو الوعظ .

{ وخشي الرحمن } : أي المتصف بالرحمة ، مع أن الرحمة قد تعود إلى الرجاء ، لكنه مع علمه برحمته هو يخشاه خوفاً من أن يسلبه ما أنعم به عليه بالغيب ، أي بالخلوة عند مغيب الإنسان عن غيوب البشر .

ولما أحدث فيه النذارة ، بشره بمغفرة لما سلف ؛ { وأجر كريم } على ما أسلف من العمل الصالح ، وهو الجنة .