معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسۡفٗا} (105)

قوله تعالى : { ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً }

قال ابن عباس : سأل رجل من ثقيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كيف تكون الجبال يوم القيامة ؟ فأنزل الله هذه الآية . والنسف : هو القلع ، يعني : يقلعها من أصلها ويجعلها هباء منثوراً .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسۡفٗا} (105)

يخبر تعالى عن أهوال القيامة ، وما فيها من الزلازل والقلاقل ، فقال : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ } أي : ماذا يصنع بها يوم القيامة ، وهل تبقى بحالها أم لا ؟ { فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا } أي : يزيلها ويقلعها من أماكنها فتكون كالعهن وكالرمل ، ثم يدكها فيجعلها هباء منبثا ، فتضمحل وتتلاشى ، ويسويها بالأرض .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسۡفٗا} (105)

يقول تعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ } أي : هل تبقى يوم القيامة أو تزول ؟ { فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا } أي : يذهبها عن أماكنها ويمحقها ويسيرها تسييرًا .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسۡفٗا} (105)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّي نَسْفاً * فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً * لاّ تَرَىَ فِيهَا عِوَجاً وَلآ أَمْتاً } .

يقول تعالى ذكره : ويسألك يا محمد قومك عن الجبال ، فقل لهم : يذريها ربي تذرية ، ويطيرها بقلعها واستئصالها من أصولها ، ودكّ بعضها على بعض ، وتصييره إياها هباء منبث

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسۡفٗا} (105)

والضمير في قوله تعالى : { ويسألونك } قيل إن رجلاً من ثقيف سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما يكون أمرها يوم القيامة ، وقيل بل سأله عن ذلك جماعة من المؤمنين ، وقد تقدم معنى «النسف » . وروي أن الله تعالى يرسل على الجبال ريحاً فتدكدكها حتى تكون { كالعهن المنفوش } [ القارعة : 5 ] ثم يتوالى عليها حتى يعيدها كالهباء المنبث فذلك هو النسف .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسۡفٗا} (105)

لما جرى ذكر البعث ووصف ما سينكشف للذين أنكروه من خطئهم في شبهتهم بتعذر إعادة الأجسام بعد تفرق أجزائها ذكرت أيضاً شبهة من شبهاتهم كانوا يسألون بها النبي صلى الله عليه وسلم سؤال تعنت لا سؤال استهداء ، فكانوا يحيلون انقضاء هذا العالم ويقولون : فأيْن تكون هذه الجبال التي نراها . وروي أنّ رجلاً من ثقيف سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، وهم أهل جبال لأن موطنهم الطائف وفيه جبل كَرَى . وسواء كان سؤالهم استهزاء أم استرشاداً ، فقد أنبأهم الله بمصير الجبال إبطالاً لشبهتهم وتعليماً للمؤمنين . قال القرطبي : « جاء هنا ( أي قوله { فَقُلْ يَنسِفُهَا } ) بفاء وكل سؤال في القرآن « قل » ( أي كل جواب في لفظ منه مادة سؤال ) بغير فاء إلا هذا ، لأن المعنى إن سألوك عن الجبال فقل ، فتضمن الكلام معنى الشرط ، وقد علم أنّهم يسألونه عنها فأجابهم قبل السؤال . وتلك أسئلة تقدمت سألوا عنها النبي صلى الله عليه وسلم فجاء الجواب عقب السؤال ا هـ » .

وأكد { ينسفها نسفاً } لإثبات أنه حقيقة لا استعارة . فتقدير الكلام : ونحشر المجرمين يومئذ زرقاً . . . إلى آخره ، وننسف الجبال نسفاً ، فقل ذلك للذين يسألونك عن الجبال .

والنسف : تفريق وإذراء ، وتقدم آنفاً .