السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسۡفٗا} (105)

ولما وصف سبحانه وتعالى أمر يوم القيامة حكى سؤال من لا يؤمن بالحشر فقال تعالى : { ويسألونك } يا أشرف الخلق { عن الجبال } كيف تكون يوم القيامة ؟ قال الضحاك : نزلت في مشركي مكة قالوا : يا محمد كيف تكون الجبال يوم القيامة ، وكان سؤالهم على سبيل الاستهزاء ، ولما كان مقصودهم من هذا السؤال الطعن في الحشر والنشر ، فلا جرم أمره الله تعالى بالجواب مقروناً بحرف التعقيب بقوله : { فقل } لهم { ينسفها ربي نسفاً } ؛ لأن تأخير البيان في هذه المسألة الأصولية غير جائز ، وأما المسائل الفروعية فجائز فلذلك ذكر هناك في نحو قوله تعالى : { يسألونك ماذا ينفقون قل العفو } [ البقرة ، 219 ] ، وقوله تعالى : { ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير } [ البقرة ، 220 ] بغير حرف التعقيب والنسف التذرية ، وقيل : القلع الذي يقلعها من أصلها ويجعلها هباءً منثوراً ؛ قال الخليل : ينسفها يذهبها ويطيرها .