اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسۡفٗا} (105)

قوله تعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجبال } الآية ، ( لما وَصَفَ لهم يومَ القيامة ){[26800]} حكى سؤال من لا يؤمن بالحشر . قال ابن عباس : سأل{[26801]} رجلٌ من ثقيف رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال{[26802]} : كيفَ تكون الجبالُ يوم القيامة ؟ فأنزل الله هذه الآية{[26803]} . وقال الضحاك : نزلت في مشركي مكة ، قالوا يا محمد كيف تكون الجبالُ يوم القيامة ؟ على سبيل الاستهزاء{[26804]} .

{ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً } وأجاب{[26805]} بفاء التعقيب ، لأن مقصودَهم من{[26806]} هذا السؤال الطعنُ في الحشر والنشر ، فلا جرم أمره بالجواب{[26807]} مقروناً بحرف التعقيب ، لأن تأخير البيان في مثل هذه المسألة{[26808]} الأصولية غير جائز ، وأما المسائل الفروعية فجائز فلذلك ذكر هناك بغير حرف التعقيب{[26809]} . والضمير في " يَنْسِفُهَا " عائد إلى الجبال ، والنسف التذريَة{[26810]} . وقيل : القَلْع الذي يقلعها من أصلها ويجعلها هباءً منثوراً .

قال الخليل : " يَنْسِفُهَا " يُذْهِبُهَا ويطيُّرُهَا{[26811]} .


[26800]:ما بين القوسين سقط من الأصل.
[26801]:في الأصل: سئل. وهو تصحيف.
[26802]:فقال: سقط من ب.
[26803]:انظر البغوي 5/457-458.
[26804]:انظر الفخر الرازي 22/117.
[26805]:في ب: وأتى.
[26806]:في الأصل: في.
[26807]:في ب: بالسؤال. وهو تحريف.
[26808]:في ب: الأسئلة. وهو تحريف.
[26809]:انظر الفخر الرازي 22/117. وعبارة الفخر الرازي : (ذكر هناك (قل) من غير حرف التعقيب) ولعل مراده بـ (هناك) قوله تعالى: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} [الإسراء: 85] والله أعلم.
[26810]:انظر الفخر الرازي 22/117.
[26811]:العين: (نسف).