تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسۡفٗا} (105)

الآية 105 : وقوله تعالى : { ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا } يشبه أن يكون سؤالهم عن أحوال الجبال في ذلك اليوم لما بين أحوال الناس في الساعة بقوله : { إن زلزلة الساعة شيء عظيم } { يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت } الآية [ الحج : 1 و2 ] وقوله{[12436]} : { وترى الناس سكارى } [ الحج : 2 ] وصف لهم أحوال الخلق في ذلك اليوم ، ولم يصف أحوال الجبال والأرض . فعند ذلك سألوه عن أحوال الجبال ، فأمر رسوله أن يخبرهم بما ذكر أنه { ينسفها ربي نسفا } وما ذكر أيضا في آية أخرى { هباء منثورا } [ الفرقان : 23 ] [ وقوله ]{[12437]} : { يوم يكون الناس كالفراش المبثوث } { وتكون الجبال كالعهن المنفوش } [ القارعة : 4 و5 ] ونحوه . فجائز أن يكون ذلك على اختلاف الأحوال ، وقد ذكرناه فيما تقدم .


[12436]:في الأصل وم: وكقوله.
[12437]:ساقطة من الأصل وم.