نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسۡفٗا} (105)

ولما أخبر عن بعض ما سبق ثم عن بعض ما يأتي من أحوال المعرضين عن هذا الذكر فيما ينتجه لهم إعراضهم عنه ، وختم ذلك باستقصارهم مدة لبثهم في هذه الدار{[49932]} ، أخبر عن بعض أحوالهم في الإعراض فقال : { ويسألونك عن الجبال } {[49933]}ما يكون حالها{[49934]} يوم ينفخ في الصور ؟ شكا منهم في البعث وقوفاً مع الوهم في أنها تكون موجودة على قياس جمودهم لا محالة ، لأنها أشد الأشياء قوة ، وأطولها لبثاً ، وأبعدها مكثاً ، فتمنع بعض الناس من سماع النفخ في الصور ، وتخيل للبعض بحكم رجع الهواء الحامل للصوت أنه آتٍ من غير جهته فلا يستقيم {[49935]}القصد إلى الداعي{[49936]} { فقل } أي فتسبب عن علمنا بأنهم يسألونك هذا السؤال أنا نقول لك : قل ، أو يكون على تقدير شرط ، أي فإذا{[49937]} سألوك فقل لهم ، و{[49938]} ] هذا بخلاف ما نزل بعد وقوع السؤال عنه مثل الروح و{[49939]}قصة ذي القرنين فإن الأمر بجوابه على طريق الاستئناف لما هناك من استشراف النفس للجواب { ينسفها } {[49940]}أي يقلعها من أماكنها ويذريها بالهواء{[49941]} { ربي } المحسن إليّ بنصري في يوم{[49942]} القيامة نصراً لا يبلغ كنهه { نسفاً } عند النفخة الأولى


[49932]:من ظ ومد، وفي الأصل: المدار.
[49933]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49934]:سقط ما بين الرقمين من ظ
[49935]:من ظ ومد، وفي الأصل: المقصد إلى المداهي – كذا.
[49936]:من ظ ومد، وفي الأصل: المقصد إلى المداهي – كذا.
[49937]:من ظ ومد وفي الأصل: فإن.
[49938]:زيد من مد.
[49939]:زيد من ظ ومد.
[49940]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49941]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49942]:زيد من مد.