معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ} (3)

وأمرهم بعبادة رب البيت فقال :{ فليعبدوا رب هذا البيت } أي الكعبة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ} (3)

ولهذا أمرهم الله بالشكر ، فقال : { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ } أي : ليوحدوه ويخلصوا له العبادة .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ} (3)

وبعد أن ذكرهم - سببحانه - بنعمه أمرهم بشكره ، فقال : { فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هذا البيت . . . } أى : إن كان الأمر كما ذكرنا لهم ، فليخلصوا العبادة لله - تعالى - الذى حمى لهم البيت الحرام ، والكعبة المشرفة ، ممن أرادهما بسوء . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ} (3)

ثم أرشدهم إلى شكر هذه النعمة العظيمة فقال : { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ } أي : فليوحدوه بالعبادة ، كما جعل لهم حرما آمنا وبيتا محرما ، كما قال تعالى : { إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [ النمل : 91 ]

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ} (3)

وقوله : { فَلْيَعْبُدُوا رَبّ هَذَا الْبَيْتِ } يقول : فليقيموا بموضعهم ووطنهم من مكة ، وليعبدوا ربّ هذا البيت ، يعني بالبيت : الكعبة ، كما :

حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا مُغيرة ، عن إبراهيم ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلى المغرب بمكة ، فقرأ : { لإيلافِ قُرَيْشٍ } فلما انتهى إلى قوله : { فَلْيَعْبُدُوا رَبّ هَذَا الْبَيْتِ } أشار بيده إلى البيت .

حدثنا عمرو بن عليّ ، قال : حدثنا عامر بن إبراهيم الأصبهانيّ ، قال : حدثنا خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة ، قال : ثني أبي ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس ، في قوله { فَلْيَعْبُدُوا رَبّ هَذَا الْبَيْتِ } قال : الكعبة .

وقال بعضهم : أُمِروا أن يألفوا عبادة ربّ مكة كإلفهم الرحلتين . ذكر من قال ذلك :

حدثنا عمرو بن عبد الحميد الاَمُلِيّ ، قال : حدثنا مروان ، عن عاصم الأحول ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، في قول الله : { لإيلافِ قُرَيْشٍ } قال : أُمروا أن يألفوا عبادة ربّ هذا البيت ، كإلفهم رحلة الشتاء والصيف .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ} (3)

ثم أمرهم بالعبادة بعد ، وأعلمهم أن الله تعالى هو الذي { أطعمهم } { وآمنهم } لا سفرهم ، المعنى : فليعبدوا الذي أطعمهم بدعوة إبراهيم حيث قال : { وارزقهم من الثمرات }{[1]} ، وآمنهم بدعوته حيث قال : { رب اجعل هذا البلد آمناً }{[2]} [ إبراهيم : 35 ] ولا يشتغلوا بالأسفار التي إنما هي طلب كسب وعرض دنيا ، وقال النقاش : كانت لهم أربع رحل ، وهذا قول مردود . وقال عكرمة : معنى الآية كما ألفوا هاتين الرحلتين لدنياهم { فليعبدوا رب هذا البيت } لآخرتهم ، وقال قتادة : إنما عددت عليهم الرحلتان ؛ لأنهم كانوا يأمنون الناس في سفرتهم ، والناس بغير بعضهم على بعض ، ولا يمكن قبيلاً من العرب أن يرحل آمناً ، كما تفعل قريش ، فالمعنى فليعبدوا الذي خصهم بهذه الحال فأطعمهم وآمنهم ، وقوله تعالى : { من جوع } معناه أن أهل مكة قاطنون بواد غير ذي زرع عرضة للجوع والجدب لولا لطف الله تعالى ، وأن جعلها بدعوة إبراهيم تجبى إليها ثمرات كل شيء ، وقوله تعالى : { من خوف } أي جعلهم لحرمة البيت مفضلين عند العرب يأمنون والناس خائفون ، ولولا فضل الله تعالى في ذلك لكانوا بمدارج المخاوف ، وقال ابن عباس والضحاك : { من خوف } معناه من الجذام فلا ترى بمكة مجذوماً .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟
[2]:- ولم يكن الله ليمتن على رسوله بإيتائه فاتحة الكتاب وهو بمكة، ثم ينزلها بالمدينة، ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة بضع عشرة سنة يصلي بلا فاتحة الكتاب، هذا ما لا تقبله العقول، قاله الواحدي. وقوله تعالى: (ولقد آتيناك...) هو من الآية رقم (87) من سورة الحجر.