غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ} (3)

1

وفي قوله { فليعبدوا } وجهان : أحدهما : أن العبادة مأمور بها شكراً لما فعل بأعدائهم ، ولما حصل لهم من إيلافهم الذي صار سبباً لطعامهم وأمنهم كما مر .

وقوله : { من جوع } كقولهم : " سقاه من العيمة " ، وهي من التعليلية ، أي الجوع صار سبباً للإطعام . وقوله { من خوف } هي للتعدية يقال : " آمنه الله الخوف ومن الخوف " .

الوجه الثاني : أن معناه فليتركوا رحلة الشتاء والصيف ، وليشتغلوا بعبادة رب هذا البيت ، فإنه يطعمهم من جوع ويؤمنهم من خوف . ولعل في تخصيص لفظ الرب إشارة إلى ما قالوه لأبرهة : " إن للبيت رباً سيحفظه " ، ولم يعولوا في ذلك على الأصنام ، فلزمهم لإقرارهم أن لا يعبدوا سواه ، كأنه يقول : لما عولتم في الحفظ عليّ فاصرفوا العبادة إليّ .

/خ4