النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ} (3)

{ فَلْيَعْبدوا ربَّ هذا البَيْتِ } أمرهم الله تعالى بعبادته ، وفي تعريف نفسه لهم بأنه رب هذا البيت وجهان :

أحدهما : لأنه كانت لهم أوثان ، فميز نفسه عنها .

الثاني : لأنهم بالبيت شرفوا على سائر العرب ، فذكر لهم ذلك تذكيراً بنعمته .

وفي معنى هذا الأمر والضمير في دخول الفاء على قوله " فليعبدوا " أربعة أوجه :

أحدها : فليعبدوا رب هذا البيت بأنه أنعم عليهم برحلة الشتاء والصيف .

الثاني : فليألفوا عبادة رب هذا البيت كما ألفوا رحلة الشتاء والصيف .

الثالث : فليعبدوا رب هذا البيت ؛ لأنه أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف .

الرابع : فليتركوا رحلة الشتاء والصيف بعبادة رب هذا البيت ، فإنه يطعمهم من جوع ويؤمنهم من خوف ، ليتوفروا بالمقام على نصرة رسوله والذب عن دينه .