السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ} (3)

ولما كان هذا التدبير لهم من الله تعالى كافياً لهمومهم الظاهرة بالغنى ، والباطنة بالأمن ، وكان شكر المنعم واجباً ، قال تعالى : { فليعبدوا } أي : قريش على سبيل الوجوب شكراً على هذه النعمة خاصة إن لم يشكروه على جميع نعمه التي لا تحصى ؛ لأنهم يدعون أنهم أشكر الناس للإحسان ، وأبعدهم عن الكفران { رب هذا البيت } أي : الموجد له والمحسن إلى أهله بحفظه من كل طاغ ، وبإذلال الجبابرة له ليكمل إحسانه إليهم ، وعطفه عليهم بإكمال إعزازه لهم في الدنيا والآخرة ، والمراد به الكعبة ، عبر عنها بالإشارة تعظيماً لشأنها .