معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ} (76)

قوله تعالى : { جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى } يعني : تطهر من الذنوب . وقال الكلبي : أعطى زكاة نفسه وقال لا إله إلا الله .

أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد السمسار ، أنا أبو حمزة أحمد بن محمد بن عباس الدهقان ، أنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، أنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون الكوكب الدري في أفق من آفاق السماء ، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما " .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ} (76)

والأنهار السارحات ، والخلود الدائم ، والسرور العظيم ، فيما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .

{ وَذَلِكَ } الثواب ، { جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى } أي : تطهر من الشرك والكفر والفسوق والعصيان ، إما أن لا يفعلها بالكلية ، أو يتوب مما فعله منها ، وزكى أيضا نفسه ، ونماها بالإيمان والعمل الصالح ، فإن للتزكية معنيين ، التنقية ، وإزالة الخبث ، والزيادة بحصول الخير ، وسميت الزكاة زكاة ، لهذين الأمرين .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ} (76)

وقوله : { جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار } يدل على الدرجات العلى .

أى : لهم جنات باقية دائمة تجرى من تحت أشجارها وثمارها الأنهار { خَالِدِينَ فِيهَا } خلودا أبديا .

{ وذلك } العطاء الجزيل الباقى جزاء من تزكى ، أى من تطهر وتجرد من دنس الكفر والمعاصى .

وإلى هنا تكون السورة الكريمة قد صورت لنا بأسلوبها البليغ المؤثر ، تلك المحاورات الطويلة التى دارت بين موسى وفرعون والسحرة . . والتى انتهت بانتصار الحق واندحار الباطل .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ} (76)

وقوله : { جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي } أي : إقامة وهو بدل من الدرجات العلى ، { [ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ] خَالِدِينَ فِيهَا }{[19445]} أي : ماكثين أبدا ، { وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى } أي : طهر نفسه من الدنس والخبث والشرك ، وعبد الله وحده لا شريك له ، وصدق{[19446]} المرسلين فيما جاءوا به من خَبَر وطلب .


[19445]:زيادة من ف، أ.
[19446]:في ف: "واتبع".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ} (76)

القول في تأويل قوله تعالى : { جَنّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكّىَ } .

يقول تعالى ذكره : " وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنا قَدْ عَمِلَ الصّالِحاتِ فأُولَئِكَ لَهُمُ الدّرَجاتُ العُلَى " . ثم بين تلك الدرجات العلى ما هي ، فقال : هن جَنّاتُ عَدْنٍ يعني : جنات إقامة لا ظعن عنها ولا نفاد لها ولا فناء تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنهَارُ يقول : تجري من تحت أشجارها الأنهار خالِدِينَ فِيها يقول : ماكثين فيها إلى غير غاية محدودة فالجنات من قوله " جَنّاتُ عَدْنٍ " مرفوعة بالردّ على الدرجات ، كما :

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، في قوله : " وَمَنْ يأْتِهِ مُؤْمِنا قَدْ عَمِلَ الصّالِحاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدّرَجاتُ العُلى " قال : عَدْن .

وقوله : " وَذلكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكّى " يقول : وهذه الدرجات العُلى التي هي جنات عدن على ما وصف جلّ جلاله ثواب من تزكى ، يعني : من تطهر من الذنوب ، فأطاع الله فيما أمره ، ولم يدنس نفسه بمعصيته فيما نهاه عنه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ} (76)

{ جنات عدن } بدل من الدرجات . { تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } حال والعامل فيها معنى الإشارة أو الاستقرار . { وذلك جزاء من تزكى } تطهر من أدناس الكفر والمعاصي ، والآيات الثلاث يحتمل أن تكون من كلام السحرة وأن تكون ابتداء كلام من الله تعالى .