اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ} (76)

ثم ذكر أنَّ مَنْ أتى بالإيمان والأعمال الصالحة كانت لهم الدرجات العلا ، ثم{[25785]} فسر الدرجات العلا فقال : { جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار } .{ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار } وفي الآية تنبيه على حصول العفو لأصحاب الكبائر ، لأنه تعالى جعل الدرجات العلا من الجنة لمن أتى بالإيمان والأعمال الصالحة فسائر الدرجات التي هي غير عالية ولا بد وأن تكون لغيرهم ، وما هم إلا العصاة من أهل الإيمان{[25786]} .

والعلا : جميع العليا ، والعليا تأنيث الأعلى{[25787]} .

قوله : { جَنَّاتُ } بدل من الدَّرَجَاتُ " أو بيان ، قال أبو البقاء : ولا يجوز أن يكون التقدير : هِي جَنَّاتُ ، لأن " خَالِدِينَ " على هذا التقدير لا يكون في الكلام ما يعمل في الثاني ، وعلى الأول يكون في الحال الاستقرار ، أو معنى الإشارة{[25788]} .

قوله : { وذلك جَزَآءُ مَن تزكى } قال ابن عباس : يريد من قال : لا إله إلا الله{[25785]} ومعنى " تَزَكَّى " تطهَّر من الذنوب ، قال عليه السلام{[25790]} " إنَّ أهْلَ الدَّرَجَاتِ العُلَى{[25791]} لَتَرَوْنَهُمْ مِنْ تَحْتِهِمْ كَمَا تَرَوْنَ الكَوْكَبَ{[25792]} الدُّرِّي فِي أُفقِ السَّمِاء ، وإنَّ أبَا بَكْر وَعُمَر مَنْهُم " {[25793]} واعلم أنَّه ليس في القرآن أنَّ فرعون فعل بأولئك القوم المؤمنين{[25794]} ما أوعدهم ، ولم يثبت في الأخبار{[25795]} .


[25785]:نظر الفخر الرازي 22/91.
[25786]:نظر الفخر الرازي 22/91.
[25787]:في لسان العرب (علا): والعلى: جمع العليا أي جمع الصفة العليا والكلمة العليا، ويكون العلى جمع الاسم الأعلى، وصفة الله العليا شهادة أن لا إله إلا الله فهذه أعلى الصفات، ولا يوصف بها غير الله وحده لا شريك له.
[25788]:لتبيان 2/898.
[25790]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[25791]:العلى: سقط من ب.
[25792]:في ب: الكواكب. وهو تحريف.
[25793]:أخرجه الترمذي (مناقب) 5/268، ابن ماجه (مقدمة) 1/37، أحمد 3/27.
[25794]:ي ب: بهؤلاء المؤمنين.
[25795]:انظر الفخر الرازي 22/91.