معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓ} (37)

قوله تعالى : { وإبراهيم } في صحف إبراهيم عليه السلام ، { الذي وفى } تمم وأكمل ما أمر به . قال الحسن ، وسعيد بن جبير ، وقتادة : عمل بما أمر به وبلغ رسالات ربه إلى خلقه . قال مجاهد : وفى بما فرض عليه . قال الربيع : وفى رؤياه وقام بذبح ابنه . وقال عطاء الخراساني : استكمل الطاعة . وقال أبو العالية : وفى سهام الإسلام . وهي قوله : { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن }( البقرة-124 ) والتوفية الإتمام . وقال الضحاك : وفى ميثاق المناسك . أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري ، حدثنا إسحاق بن منصور عن إسرائيل عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إبراهيم الذي وفى صلى أربع ركعات أول النهار " .

أخبرنا أبو عثمان الضبي ، أنبأنا أبو محمد الجراحي ، حدثنا أبو العباس المحبوبي ، حدثنا أبو عيسى الترمذي ، حدثنا أبو جعفر الشيباني ، حدثنا أبو مسهر ، حدثنا إسماعيل ابن عياش عن يحيى بن سعيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء وأبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله تبارك وتعالى أنه قال : " ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره " .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓ} (37)

{ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى } أي : قام بجميع ما ابتلاه الله به ، وأمره به من الشرائع وأصول الدين وفروعه ، وفي تلك الصحف أحكام كثيرة من أهمها ما ذكره الله بقوله :

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓ} (37)

ثم وبخه - سبحانه - على جهالته وعدم فهمه فقال : { أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ موسى وَإِبْرَاهِيمَ الذي وفى أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى . . } .

وصحف إبراهيم : هى الصحف التى أوحى الله - تعالى - إليه بما فيها ، وقد ذكر سبحانه ذلك فى قوله تعالى : { إِنَّ هذا لَفِي الصحف الأولى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وموسى } وخصت صحف هذين النبيين الكريمين بالذكر ، لأنها كانت أشهر من غيرها عند العرب ، وكانوا يسألون أهل الكتاب من اليهود عما خفى عليهم من صحف موسى .

وقدم - سبحانه - هنا صحف موسى ، لاشتهارها بسعة الأحكام التى اشتملت عليها ، بالنسبة لما وصل إليهم من صحف إبراهيم .

وأما فى سورة الأعلى فقدمت صحف إبراهيم على صحف موسى لوقوعهما بدلا من الصحف الأولى ، وصحف إبراهيم أقدم من صحف موسى ، فكان الإتيان بهما على الترتيب الزمنى أنسب بالمقام .

وحذف - سبحانه - متعلق " وفَّى " ليتناول كل ما يجب الوفاء به ، كمحافظته على أداء حقوق الله - تعالى - ، واجتهاده فى تبليغ الرسالة التى كلفه - سبحانه - بتبليغها ، ووقوفه عند الأوامر التى أمره - تعالى - بها ، وعند النواهى التى نهاه عنها . . .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓ} (37)

وهو في ملة إبراهيم قبل موسى . إبراهيم الذي وفى . وفى بكل شيء . وفى وفاء مطلقا استحق به هذا الوصف المطلق . ويذكر الوفاء هنا في مقابل الإكداء والانقطاع ، ويذكر بهذه الصيغة( وفى )بالتشديد تنسيقا للإيقاع المنغم وللقافية المطردة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓ} (37)

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عوف الحِمْصي ، حدثنا آدم بن أبي أياس العسقلاني ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : { وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى } قال : " أتدري ما وفى ؟ " قلت : الله ورسوله أعلم . قال : " وفى عمل يومه بأربع ركعات من أول النهار " .

ورواه ابن جرير من حديث جعفر بن الزبير ، وهو ضعيف{[27701]} .

وقال الترمذي في جامعه : حدثنا أبو جعفر السّمْناني ، حدثنا أبو مُسْهِر ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن بحير بن سعد{[27702]} ، عن خالد بن مَعْدان ، عن جبير بن نُفَير ، عن أبي الدرداء وأبي ذر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله ، عز وجل ، أنه قال : " ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار ، أكفك آخره " {[27703]} .

قال ابن أبي حاتم رحمه الله : حدثنا أبي ، حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا ابن لَهِيعَة ، حدثنا زَبَّان بن قائد ، عن سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله الذي وفى ؟ إنه كان يقول كلما أصبح وأمسى :

{ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُون } [ الروم : 17 ] حتى ختم الآية . ورواه ابن جرير عن أبي كُرَيْب ، عن رِشْدِين بن سعد ، عن{[27704]} زَبَّان ، به {[27705]} .


[27701]:- (2) تفسير الطبري (27/43).
[27702]:- (3) في م، أ: "يحيى بن سعيد".
[27703]:- (4) سنن الترمذي برقم (475) وقال: "هذا حديث حسن غريب".
[27704]:- (1) في م: "بن".
[27705]:- (2) تفسير الطبري (27/43) ورواه الطبراني في المعجم الكبير (20/192) من كلا الطريقين وقال الهيثمي في المجمع (10/117): "فيه ضعفاء وثقوا".قلت في الأولى: ابن لهيعة وهو ضعيف.وفي الثانية: رشدين بن سعد وهو ضعيف.وفيهما: زيان بن فائد وهو ضعيف.
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓ} (37)

{ وإبراهيم الذي وفى } وفى وأتم ما التزمه وأمر به ، أو بالغ في الوفاء بما عاهد الله ، وتخصيصه بذلك لاحتماله ما لم يحتمله غيره كالصبر على نار نمروذ حتى أتاه جبريل عليه السلام حين ألقي في النار فقال ألك حاجة ، فقال أما إليك فلا ، وذبح الولد وأنه كان يمشي كل يوم فرسخا يرتاد ضيفا فإن وافقه أكرمه وإلا نوى الصوم ، وتقديم موسى عليه الصلاة والسلام لأن صحفه وهي التوراة كانت أشهر وأكبر عندهم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓ} (37)

واختلف المفسرون في معنى قوله : { وفى } ما هو الموفى ؟ فقال ابن عباس : كانوا قبل إبراهيم يأخذون الولي بالولي في القتل ونحوه فوفى إبراهيم وبلغ هذا الحكم من أنه { لا تزر وازرة وزر أخرى } .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓ} (37)

ووصفُ إبراهيم بذلك تسجيل على المشركين بأن إبراهيم بلَّغ ما أوحي إليه إلى قومه وذريته ولكن العرب أهملوا ذلك واعتاضوا عن الحنيفية بالإِشراك .

وحُذف متعلِّق وفى } ليشمل توفيات كثيرة منها ما في قوله تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن } وما في قوله تعالى :

{ قد صدقت الرؤيا } [ الصافات : 105 ]