غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓ} (37)

1

والتشديد في قوله { وفى } للمبالغة في الوفاء ، أو لأنه بمعنى وفر وأتم كقوله { فأتمهن } [ البقرة :124 ] وأطلق الفعل ليتناول كل وفاء وتوفية من ذلك تبليغه الرسالة واستقلاله بأعباء النبوة والصبر على ذبح الولد وعلى نار نمرود وقيامه بأضيافه بنفسه . يروى أنه كان يخرج كل يوم فيمشي فرسخاً يطلب ضيفاً فإن وافقه أكرمه وإلا نوى الصوم . وعن عطاء بن السائب : عهد أن لا يسأل مخلوقاً فلما رمي في النار قال له جبريل وميكائيل : ألك حاجة ؟ فقال : أما إليكم فلا . قالا : فسل الله . قال : حسبي من سؤالي علمه بحالي . وروي في الكشاف عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي عمله كل يوم بأربع ركعات في صدر النهار وهي صلاة الفجر والضحى . وروي " ألا أخبركم لم سمى الله خليله الذي وفى ؟ كان يقول إذا أصبح وإذا أمسى فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون إلى حين تظهرون " وعن الهزيل بن شرحبيل كان بين نوح وإبراهيم صلى الله عليه وسلم يؤخذ الرجل بجريرة غيره ويقتل الزوج بامرأته والعبد بسيده ، وأول من خالفهم إبراهيم فلهذا قال سبحانه : { ألا تزر وازرة وزر أخرى } .

/خ62