روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓ} (37)

{ وإبراهيم } وبما في صحف إبراهيم التي نزلت عليه { الذي وفى } أي وفر وأتم ما أمر به ، أو بالغ في الوفاء بما عاهد عليه الله تعالى ، وقال ابن عباس : وفي بسهام الإسلام كلها ولم يوفها أحد غيره وهي ثلاثون سهماً منها عشرة في براءة { إِنَّ الله اشترى مِنَ المؤمنين أَنفُسَهُمْ وأموالهم } الآيات ، وعشرة في [ الأحزاب : 35 ] { إِنَّ المسلمين والمسلمات } الآيات ، وست في قد أفلح المؤمنون الآيات التي في أولها ، وأربع في سأل سائل { والذين يُصَدّقُونَ بِيَوْمِ الدين } [ المعارج : 26 ] الآيات ، وفي حديث ضعيف عن أبي أمامة يرفعه ، «وفيّ بأربع ركعات كان يصليهن في كل يوم » وفي رواية «يصليهن أول النهار » .

وأخرج أحمد من حديث معاذ بن أنس مرفوعاً أيضاً «إِلا أخبركم لم سمى الله تعالى إبراهيم خليله الذي وفى أنه كان يقول كلما أصبح وأمسى َسُبْحَانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } الآية » وقال عكرمة : { وَفى } بتبليغ هذه العشرة { ألا تزر } [ النجم : 38 ] إلى آخره { وَقِيلَ ، وَقِيلَ } والأولى العموم وهو مروي عن الحسن قال : ما أمره الله تعالى بشيء إلا وفى به وتخصيصه عليه السلام بهذا الوصف لاحتماله ما لا يحتمله غيره ، وفي قصة الذبح ما فيه كفاية وخص هذان النبيان عليهما السلام بالذكر قيل : لأنه فيما بين نوح . وإبراهيم كانوا يأخذون الرجل بابنه وبأبيه وعمه وخاله ، والزوج بامرأته ، والعبد بسيده فأول من خالفهم إبراهيم وقرر ذلك موسى ولم يأت قبله مقرر مثله عليه السلام ، وتقديمه لما أن صحفه أشهر عندهم وأكثر ، وقرأ أبو أمامة الباهلي . وسعيد بن جبير . وأبو مالك الغفاري . وابن السميقع . وزيد بن علي { وفى } بتخفيف الفاء .