معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَدَعۡ أَذَىٰهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (48)

قوله تعالى : { وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا*ولا تطع الكافرين والمنافقين } ذكرنا تفسيره في أول السورة ، { ودع أذاهم } قال ابن عباس وقتادة : اصبر على أذاهم . وقال الزجاج : لا تجازهم عليه . وهذا منسوخ بآية القتال . { وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً } حافظاً .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَدَعۡ أَذَىٰهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (48)

ولما كان ثَمَّ طائفة من الناس ، مستعدة للقيام بصد الداعين إلى اللّه ، من الرسل وأتباعهم ، وهم المنافقون ، الذين أظهروا الموافقة في الإيمان ، وهم كفرة فجرة في الباطن ، والكفار ظاهرًا وباطنًا ، نهى اللّه رسوله عن طاعتهم ، وحذره ذلك فقال : { وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ } أي : في كل أمر يصد عن سبيل اللّه ، ولكن لا يقتضي هذا أذاهم ، [ بل لا تطعهم { وَدَعْ أَذَاهُمْ } ]{[710]}  فإن ذلك ، جالب لهم ، وداع إلى قبول الإسلام ، وإلى كف كثير من أذيتهم له ، ولأهله .

{ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ } في إتمام أمرك ، وخذلان عدوك ، { وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا } تُوكَلُ إليه الأمور المهمة ، فيقوم بها ، ويسهلها على عبده .


[710]:- زيادة من: ب.