فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَدَعۡ أَذَىٰهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (48)

ثم نهاه سبحانه عن طاعة أعداء الدين فقال : { وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ } فيما يشيرون به عليك من المداهنة في الدين ، والمداراة في أمر الدعوة ، ومن استعمال لين الجانب في التبليغ . وفي الآية تعريض لغيره من أمته لأنه صلى الله عليه وسلم معصوم عن طاعتهم في شيء مما يريدونه ويشيرون به عليه ، وقد تقدم تفسير هذه الآية في أول السورة { وَدَعْ أَذَاهُمْ } أي لا تبال بما يصدر منهم إليك من الأذى بسبب تصلبك في دين الله وشدتك على أعدائه ، أو دع أن تؤذيهم أنت مجازاة لهم على ما يفعلونه من الأذى لك ، فالمصدر على الأول مضاف إلى الفاعل ، وعلى الثاني مضاف إلى المفعول ، قيل : منسوخة بآية السيف .

{ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ } في كل شؤونك { وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلا } توكل إليه الأمور وتفوض إليه الشؤون فمن فوض إليه أموره كفاه ، ومن وكل إليه أحواله لم يحتج فيها إلى سواه ،