السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَدَعۡ أَذَىٰهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (48)

ولما أمره سبحانه وتعالى بما يسر نهاه عما يضر بقوله تعالى : { ولا تطع الكافرين والمنافقين } أي : لا تترك إبلاغ شيء مما أنزلت إليك من الإنذار وغيره كراهة لشيء من مقالهم وأفعالهم في أمر زينب وغيرها ، فإنك نذير لهم ، وزاد على ما في أول السورة محط الفائدة في قوله مصرحاً بما اقتضاه ما قبله { ودع } أي : اترك على حالة حسنة لك وأمر جميل بك { أذاهم } فلا تحسب له حساباً أصلاً ، واصبر عليه فإن الله تعالى دافع عنك لأنك داع بإذنه { وتوكل على الله } أي : الملك الأعلى { وكفى بالله } أي : الذي له الإحاطة الكاملة { وكيلاً } أي : حافظاً . قال البغوي : وهذا منسوخ بآية القتال .