بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَدَعۡ أَذَىٰهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (48)

ثم رجع إلى ما ذكر في أول السورة فقال تعالى : { وَلاَ تُطِعِ الكافرين } من أهل مكة { والمنافقين } من أهل المدينة { وَدَعْ أَذَاهُمْ } أي : تجاوز عن المنافقين ، ولا تقتلهم . ويقال : { ودع أذاهم } يعني : اصبر على أذاهم . وإن خوفك شيء منهم { فتوكل على الله } يعني : فوض أمْرك إلى الله . وروى الأعمش عن سفيان بن سلمة عن ابن مسعود وقال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمة ، فقال رجل من الأنصار : إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله ، فأخبر بذلك ، فاحمر وجهه ، فقال : «رَحِمَ الله أخِي مُوَسى عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَقَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هذا فَصَبَر » . ثم قال : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الله وكفى بالله وَكِيلاً } يعني : حافظاً نصيراً .