الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَدَعۡ أَذَىٰهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (48)

ثم قال : { ولا تطع الكافرين والمنافقين } أي : لا تسمع دعاءهما إليك على التقصير في تبليغ رسالات الله .

{ ودع آذاهم } قال مجاهد أعرض عنهم{[55596]} وقال مجاهد : دع الأذى لا تجازهم عليه حتى تؤمر فيه بشيء{[55597]} وقيل : المعنى لا تؤذيهم وكان هذا قبل أن يؤمر بالقتال ثم نسخ ذلك بالقتال{[55598]} .

قال قتادة : معناه : اصبر على أذاهم{[55599]} .

ثم قال تعالى : { وتوكل على الله } أي : فوض إلى الله أمرك وثق به ، فإن الله كافيك . { وكفى بالله وكيلا } أي : وحسبك بالله فيما يأمرك به حافظا لك وكالئا{[55600]} .


[55596]:انظر: جامع البيان 22/19 والدر المنثور 6/625 وتفسير مجاهد 550
[55597]:انظر: البحر المحيط 7/238
[55598]:انظر: الناسخ والمنسوخ لابن حزم 51، والناسخ والمنسوخ لابن العربي 2/331، ونواسخ القرآن لابن الجوزي 597
[55599]:انظر: جامع البيان 22/19 والدر المنثور 6/625
[55600]:كالئا هنا بمعنى حارسا وحافظا فقد جاء في اللسان مادة "كلأ" 1/146 "كلأه الله يكلؤه كلأ وكلاء وكلاءة" بالكسر: حرسه وحفظه: قال الليث: كلأك الله كلاءة أي: حفظك وحرسك.