اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَدَعۡ أَذَىٰهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (48)

قوله : { وَلاَ تُطِعِ الكافرين والمنافقين } تقدم تفسيره أول السورة ، وهو إشارة إلى الإِنذار يعني خالفهم ورُدَّ عليهم .

قوله : «وَدَعْ أَذَاهُمْ » يجوز أن يكون «أَذَاهُمْ » مضافاًً لمفعوله أي اترك أذاك لهم ، أي عقابك إياهم{[43683]} .

قال الزجاج : لا تجازهم{[43684]} عليه ، وهذا منسوخ بآيةِ السيف ، ويجوز أن يكون مضافاً لفاعله أي اترك ما{[43685]} أَذَوْكَ به فلا تؤاخذهم حتى تُؤْمَر أي دعه إلى الله فإنه يعذبهم بأيديكم وبالنار وبين هذا قوله تعالى : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الله وكفى بالله وَكِيلاً } أي حافظاً .


[43683]:الدر المصون 4/394.
[43684]:معاني القرآن وإعرابه له 4/231.
[43685]:الدر المصون المرجع السابق.