معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمَآ أَنتَ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (186)

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَمَآ أَنتَ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (186)

وقوله : قالُوا إنّمَا أنْتَ مِنَ المُسَحّرِينَ يقول : قالوا : إنما أنت يا شعيب معلّلٌ تعلّلُ بالطعام والشراب ، كما نعلّل بهما ، ولست مَلَكا وَما أنْتَ إلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا تأكل وتشرب وَإنْ نَظُنّكَ لَمِنَ الكاذِبِينَ . يقول : وما نحسبك فيما تخبرنا وتدعونا إليه ، إلا ممن يكذِب فيما يقول ،

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَمَآ أَنتَ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (186)

{ قالوا إنما أنت من المسحرين وما أنت إلا بشر مثلنا } أتوا بالواو للدلالة على أنه جامع بين وصفين منافين للرسالة مبالغة في تكذيبه . { وإن نظنك لمن الكاذبين } في دعواك .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَمَآ أَنتَ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (186)

الإتيانُ بواو العطف في قوله : { وما أنت إلا بشر مثلنا } يجعل كونه بشراً إبطالاً ثانياً لرسالته . وترك العطف في قصة ثمود يجعل كونه بشراً حجة على أن ما يصدر منه ليس وحياً من الله بل هو من تأثير كونه مسحوراً . فمآل معنيي الآيتين متّحد ولكن طريق إفادته مختلف وذلك على حسب أسلوب الحكايتين .

وأطلق الظن على اليقين في { وإن نظنك لمن الكاذبين } وهو إطلاق شائع كقوله : { الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم } [ البقرة : 46 ] ، وقرينته هنا دخول اللام على المفعول الثاني ل ( ظَنَّ ) لأن أصلها لام قسم .

و { إنْ } مخففة من الثقيلة ، واللام في { لَمِن الكاذبين } اللامُ الفارقة ، وحقها أن تدخل على ما أصله الخبر فيقال هنا مثلاً : وإن أنت لَمن الكاذبين ، لكن العرب توسعوا في المخففة فكثيراً ما يدخلونها على الفعل الناسخ لشدة اختصاصه بالمبتدأ والخبَر فيجتمع في الجملة حينئذ ناسخان مثل قوله تعالى : { وإن كانت لكبيرة } [ البقرة : 143 ] وكان أصل التركيب في مثله : ونظنّ أنك لمن الكاذبين ، فوقع تقديم وتأخير لأجل تصدير حرف التوكيد لأن ( إنّ ) وأخواتها لها صدر الكلام ما عدا ( أنّ ) المفتوحة . وأحسب أنهم ما يخفّفون ( إنّ ) إلا عند إرادة الجمع بينها وبين فعل من النواسخ على طريقة التنازع ، فالذي يقول : إنْ أظنك لخائفاً ، أراد أن يقول : أظن إنَّك لخائف ، فقدم ( إنَّ ) وخففها وصيّر خبرها مفعولاً لفعل الظن ، فصار : إنْ أظنّك لخائفاً ، والكوفيون يجعلون { إنْ } في مثل هذا الموقع حرف نفي ويجعلون اللام بمعنى ( إلاَّ ) .