معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (58)

قوله تعالى : { أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب } عياناً { لو أن لي كرةً } رجعة إلى الدنيا { فأكون من المحسنين } الموحدين .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (58)

ثم ذكر - سبحانه - مقالة ثالثة لها فقال : { أَوْ تَقُولَ } هذه النفس { حِينَ تَرَى العذاب } فى الآخرة { لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً } أى رجعة إلى الدنيا { فَأَكُونَ } فيها { مِنَ المحسنين } لأقوالهم وأفعالهم ، وعقائدهم ، بحيث أخلص العبادة لله - تعالى - وأطيعه فى السر والعلن .

وهكذا يصور القرآن الكريم أحوال النفوس فى الآخرة ، تصوير مؤثرا بليغاً ، يحمل كل عاقل على الإِيمان الصالح الذى ينفعه فى ذلك اليوم الهائل الشديد .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (58)

وقد قرر بعض الناس الكلام : أنه لي أن أكر فأكون ، ذكره الطبري ، وهذا الكون في هذه الآية داخل في التمني{[9921]} .


[9921]:ما ذكره الطبري هنا هو نفس كلام الفراء في (معاني القرآن)، قال:"وفي نصب قوله:[فأكون] وجهان: أحدهما أن يكون نصبه على أنه جواب(لو)، والثاني على الرد على موضع الكرّة، وتوجيه الكرة في المعنى إلى: لو أن لي أن أكرّ". هذا وفي الأصول سقط من النساخ بعض الكلام الذي نقله عن الطبري، وقد صححناه عن الطبري والفراء. وقد قال في البحر تعقيبا على الرأيين في نصب[فأكون]:"والفرق بينهما أن الفاء إذا كانت في جواب التمني كانت(أن) واجبة الإضمار، وكان الكون مترتبا على حصول المتمنى لا متمنى، وإذا كانت للعطف على [كرة] جاز إظهار(أن)وإضمارها، وكان متمنى". تأمل هذا وتأمل كلام ابن عطية تعقيبا على رأي الطبري، فإنه جعل(الكون) في الآية داخلا في التمني.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (58)

وأما قولها : { حين ترى العذاب لو أنَّ لي كَرَّة } فهو تمنّ محض . و { لو } فيه للتمني ، وانتصب { فأكون } على جواب التمنّي .

والكرة : الرِّجعة . وتقدم في قوله : { فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين } في سورة [ الشعراء : 102 ] ، أي كَرة إلى الدنيا فأُحْسِن ، وهذا اعتراف بأنها علمت أنها كانت من المسيئين . وقد حُكي كلام النفس في ذلك الموقف على ترتيبه الطبيعي في جَوَلانه في الخاطر بالابتداء بالتحسر على ما أوقعت فيه نفسها ، ثم بالاعتذار والتنصل طمعاً أن ينجيها ذلك ، ثم بتمنيّ أن تعود إلى الدنيا لتعمل الإِحسان كقوله تعالى : { قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت } [ المؤمنون : 99 ، 100 ] . فهذا الترتيب في النظم هو أحكم ترتيب ولو رتب الكلام على خلافه لفاتت الإِشارة إلى تولد هذه المعاني في الخاطر حينما يأتيهم العذاب ، وهذا هو الأصل في الإِنشاء ما لم يوجد ما يقتضي العدولَ عنه كما بينتُه في كتاب « أصول الإِنشاء والخطابة » .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (58)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة} يعني رجعة إلى الدنيا.

{فأكون من المحسنين}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

أو أن لا تقول أخرى حين ترى عذاب الله فتعاينه:"لَوْ أنّ لي كَرّةً فأكُونَ مِنَ المُحْسِنينَ" الذين أحسنوا في طاعة ربهم، والعمل بما أمرتهم به الرسل...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

حاصل الكلام أن هذا المقصر أتى بثلاثة أشياء؛

أولها: الحسرة على التفريط في الطاعة.

وثانيها: التعلل بفقد الهداية.

وثالثها: بتمني الرجعة...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

هي أمنية لا تنال، فإذا انتهت هذه الحياة فلا كرة ولا رجوع، وها أنتم أولاء في دار العمل، وهي فرصة واحدة إذا انقضت لا تعود، وستسألون عنها مع التبكيت والترذيل.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

هذا اعتراف بأنها علمت أنها كانت من المسيئين، وقد حُكي كلام النفس في ذلك الموقف على ترتيبه الطبيعي في جَوَلانه في الخاطر بالابتداء بالتحسر على ما أوقعت فيه نفسها، ثم بالاعتذار والتنصل طمعاً أن ينجيها ذلك، ثم بتمنيّ أن تعود إلى الدنيا لتعمل الإِحسان كقوله تعالى: {قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت} [المؤمنون: 99، 100]. فهذا الترتيب في النظم هو أحكم ترتيب ولو رتب الكلام على خلافه لفاتت الإِشارة إلى تولد هذه المعاني في الخاطر حينما يأتيهم العذاب، وهذا هو الأصل في الإِنشاء ما لم يوجد ما يقتضي العدولَ عنه.