السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (58)

الثالث من الكلمات ما ذكره الله تعالى بقوله سبحانه : { أو تقول } أي : تلك النفس المفرطة { حين ترى العذاب } أي : الذي واجهها عياناً { لو أن } أي : يا ليت { لي كرة } أي : رجعة إلى دار العمل { فأكون } أي : يتسبب عن رجوعي إليها أن أكون { من المحسنين } أي : العاملين بالإحسان الذي دعا إليه القرآن .

تنبيه : في نصب فأكون وجهان أحدهما : عطفه على كرة فإنها مصدر فعطف مصدر مؤول على مصدر مصرح به كقولها :

للبس عباءة وتقر عيني *** أحب إلي من لبس الشفوف

والثاني : أنه منصوب على جواب التمني المفهوم من قوله تعالى : { لو أن لي كرّة } والفرق بين الوجهين أن الأول : يكون فيه الكون متمنى ويجوز أن تضمر أن وأن تظهر ، والثاني : يكون فيه الكون مترتباً على حصول المتمنى لا متمنى ويجب أن تضمر أن .