البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (58)

وانتصب { فأكون } على جواب التمني الدال عليه لو ، أو على كرة ، إذ هو مصدر ، فيكون مثل قوله :

فما لك منها غير ذكرى وحسرة *** وتسأل عن ركبانها أين يمموا

وقول الآخر :

للبس عباءة وتقر عيني *** أحب إليّ من لبس الشفوف

والفرق بينهما أن الفاء إذا كانت في جواب التمني ، كانت أن واجبة الإضمار ، وكان الكون مترتباً على حصول المتمني ، لا متمنى .

وإذا كانت للعطف على كرة ، جاز إظهار أن وإضمارها ، وكان الكون متمني .