فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (58)

ثم ذكر سبحانه مقالة أخرى مما قالوا ، فقال : { أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى العذاب لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً } أي رجعة إلى الدنيا { فَأَكُونَ مِنَ المحسنين } المؤمنين بالله الموحدين له ، المحسنين في أعمالهم ، وانتصاب أكون إما لكونه معطوفاً على كرّة ، فإنها مصدر ، وأكون في تأويل المصدر كما في قول الشاعر :

للبس عباءة وتقرّ عيني *** أحبّ إليّ من لبس الشفوف

وأنشد الفرّاء على هذا :

فما لك منها غير ذكرى وخشية *** وتسأل عن ركبانها أين يمموا

وإما لكونه جواب التمني المفهوم من قوله : { لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً } .