الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (58)

{ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً } رجعة إلى الدُّنيا { فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } وفي نصب قوله : ( فأكون ) وجهان :

أحدهما : على جواب لو .

والثاني : على الرد على موضع الكرّة ، وتوجيه الكرّة في المعنى لو أنّ لي أنْ أكر .

كقول الشاعر :

أنشده الفراء :

فمالك منها غير ذكرى وحسرة *** وتسأل عن ركبانها أين يمموا

فنصب تسأل عطفاً على موضع الذكرى ، لأن معنى الكلام : فمالك منها إلاّ أن يذكر ، ومنه قول الله تعالى : { أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً } عطف يرسل على موضع الوحي في قوله تعالى : { إِلاَّ وَحْياً } .