التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِيمٌ} (76)

وقوله - سبحانه - : { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } كلام معترض بين القسم وجوابه والضمير فى " وإنه " يعود إلى القسم المذكور فى قوله : { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النجوم } أو يعود إلى { بِمَوَاقِعِ النجوم } بتأويله بمعنى المذكور . . .

قال صاحب الكشاف : { بِمَوَاقِعِ النجوم } أى : بمساقطها ، ومغاربها . . . واستعظم ذلك بقوله : { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } . . وهو اعتراض فى اعتراض ، لأنه اعترض به بين المقسم والمقسم عليه ، وهو قوله : { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } واعترض بقوله - لو تعلمون - بين الموصوف وصفته . . .

وجواب " لو " إما محذوف بالكلية لأنه لا يتعلق بذكره غرض ، إذ المقصود هو نفى علمهم ، أى : أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم عظيم ، ولكنكم لا تعلمون قيمته ومنزلته .

وإما أن يكون جوابها مقدرا ، فيكون المعنى : أقسم بمواقع النجوم ، وإنه لقسم عظيم لو كان عندكم علم نافع ، لعظمتموه ، ولآمنتم بما أقسمنا عليه ، ولكنكم لم تعظموه ولم تؤمنوا لجهلكم ، ولانطماس بصائركم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِيمٌ} (76)

وقوله : { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } أي : وإن هذا القسم الذي أقسمت به لقسم عظيم ، لو تعلمون {[28151]} عظمته لعظمتم المقسم به عليه ،


[28151]:- (2) في أ: "لو علمتم".
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِيمٌ} (76)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم عظم القسم فقال: {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم}...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وإن هذا القسم الذي أقسمت لقسم لو تعلمون ما هو، وما قدره، قسم عظيم من المؤخر الذي معناه التقديم، وإنما هو: وإنه لقسم عظيم لو تعلمون عظمه...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{وإنه لقسم} تأكيد للأمر وتنبيه من المقسم به، وليس هذا باعتراض بين الكلامين، بل هذا معنى قصد التهمم به، وإنما الاعتراض قوله: {لو تعلمون} وقد قال قوم: إن قوله: {وإنه لقسم} اعتراض، وإن {لو تعلمون} اعتراض في اعتراض، والتحرير هو الذي ذكرناه.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

المسألة الأولى: هو أن يقال: جواب {لو تعلمون} ماذا،... القول يحتمل وجهين...

. (وثانيهما) أن يكون له جواب تقديره: لو تعلمون لعظمتموه لكنكم ما عظمتموه، فعلم أنكم لا تعلمون، إذ لو تعلمون لعظم في أعينكم، ولا تعظيم فلا تعلمون...

المسألة الثانية: ما الفائدة في وصفه بالعظيم في قوله: {وإنه لقسم} فنقول: لما قال: {فلا أقسم} وكان معناه: لا أقسم بهذا لوضوح المقسم به عليه. قال: لست تاركا للقسم بهذا، لأنه ليس بقسم أو ليس بقسم عظيم، بل هو قسم عظيم ولا أقسم به، بل بأعظم منه أقسم لجزمي بالأمر وعلمي بحقيقته.

...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(فلا أقسم بمواقع النجوم).. فالأمر أوضح وأجلى من أن يحتاج إلى قسم.. (وإنه لقسم لو تعلمون عظيم).. وهذا التلويح بالقسم والعدول عنه أسلوب ذو تأثير في تقرير الحقيقة التي لا تحتاج إلى القسم لأنها ثابتة واضحة.. (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون. تنزيل من رب العالمين)...

.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

التعبير ب (لو تعلمون) يوضّح وبشكل جليّ أنّ معرفة البشر في ذلك الزمان لم تدرك هذه الحقيقة بصورة كاملة، وهذه بحدّ ذاتها تعتبر إعجازاً علميّاً للقرآن الكريم، حيث في الوقت الذي كانت تعتبر النجوم عبارة عن مسامير فضائية رصّعت السماء بها فانّ مثل هذا البيان القرآني الرائع في ظلّ ظروف وأوضاع يخيّم عليها الجهل، محال أن يصدر من بشر عادي.