معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لَّا تَدۡعُواْ ٱلۡيَوۡمَ ثُبُورٗا وَٰحِدٗا وَٱدۡعُواْ ثُبُورٗا كَثِيرٗا} (14)

فيقال لهم{ لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا } قيل : أي هلاككم أكثر من أن تدعوا مرة واحدة ، فادعوا أدعية كثيرة .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{لَّا تَدۡعُواْ ٱلۡيَوۡمَ ثُبُورٗا وَٰحِدٗا وَٱدۡعُواْ ثُبُورٗا كَثِيرٗا} (14)

{ لاَّ تَدْعُواْ اليوم ثُبُوراً وَاحِداً وادعوا ثُبُوراً كَثِيراً } . أى : اتركوا اليوم طلب الهلاك الواحد . واطلبوا هلاكا كثيرا لا غاية لكثرته ، ولا منتهى لنهايته .

قال صاحب الكشاف : قوله : { وادعوا ثُبُوراً كَثِيراً } أى : أنكم وقعتم فيما ليس ثبوركم فيه واحدا ، وإنما هو ثبور كثير ، إما لأن العذاب أنواع وألوان كل نوع منها ثبور لشدته وفطاعته ، أو لأنهم كلما نضجت جلودهم بدلوا غيرها ، فلا غاية لهلاكهم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَّا تَدۡعُواْ ٱلۡيَوۡمَ ثُبُورٗا وَٰحِدٗا وَٱدۡعُواْ ثُبُورٗا كَثِيرٗا} (14)

ثم ها هم أولاء يسمعون جواب الدعاء . يسمعون تهكما ساخرا مريرا : ( لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا ) . فهلاك واحد لا يجدي شيئا ولا يكفي شيئا !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لَّا تَدۡعُواْ ٱلۡيَوۡمَ ثُبُورٗا وَٰحِدٗا وَٱدۡعُواْ ثُبُورٗا كَثِيرٗا} (14)

{ لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا } وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد{[21421]} عن أنس بن مالك ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أول من يُكسَى حُلَّةً من النار إبليس ، فيضعها على حاجبيه ، ويسحبها منْ خَلْفه ، وذريته من بعده ، وهو ينادي : يا ثبوراه ، وينادون : يا ثبورهم . حتى يقفوا على النار ، فيقول : يا ثبوراه . ويقولون : يا ثبورهم . فيقال لهم : لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا ، وادعوا ثبورا كثيرا " .

لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة ، ورواه ابن أبي حاتم ، عن أحمد بن سِنَان ، عن عفان ، به : ورواه ابن جرير ، من حديث حماد بن سلمة به{[21422]}

وقال العوفي ، عن ابن عباس في قوله : { لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا } أي : لا تدعوا اليوم ويلا واحداً ، وادعوا ويلا{[21423]} كثيرا .

وقال الضحاك : الثبور : الهلاك .

والأظهر : أن الثبور يجمع الهلاك والويل والخسار والدمار ، كما قال موسى لفرعون : { وَإِنِّي لأظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا } [ الإسراء : 102 ] أي : هالكا . وقال عبد الله بن الزبَعْرى :

إذْ أجَاري الشَّيطانَ في سَنَن الغ*** يِّ ، وَمنْ مَالَ مَيْلَهُ{[21424]} مَثْبُورُ{[21425]}


[21421]:- في هـ ، ف ، أ "علي بن يزيد" والصواب ما أثبتناه من المسند (3/252).
[21422]:- المسند (3/152) وتفسير الطبري (18/141).
[21423]:- في ف ، أ : "بلاءا".
[21424]:- في أ : "مثله".
[21425]:- البيت في السيرة النبوية لابن هشام (2/419).
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{لَّا تَدۡعُواْ ٱلۡيَوۡمَ ثُبُورٗا وَٰحِدٗا وَٱدۡعُواْ ثُبُورٗا كَثِيرٗا} (14)

{ لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا } أي يقال لهم ذلك . { وادعوا ثبورا كثيرا } لأن عذابكم أنواع كثيرة كل نوع منها ثبور لشدته ، أو لأنه يتجدد لقوله تعالى { كلما نضجت جلودكم بدلناها جلودا غيرها ليذوقوا العذاب } أو لأنه لا ينقطع فهو في كل وقت ثبور .