جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{لَّا تَدۡعُواْ ٱلۡيَوۡمَ ثُبُورٗا وَٰحِدٗا وَٱدۡعُواْ ثُبُورٗا كَثِيرٗا} (14)

وقوله : لا تَدْعُوا اليَوْمَ أيها المشركون ندما واحدا : أي مرّة واحدة ، ولكن ادعوا ذلك كثيرا . وإنما قيل : لا تَدْعُوا اليَوْمَ ثُبُورا وَاحِدا لأن الثبور مصدر ، والمصادر لا تجمع ، وإنما توصف بامتداد وقتها وكثرتها ، كما يقال : قعد قعودا طويلاً ، وأكل أكلاً كثيرا .

حدثنا محمد بن مرزوق ، قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا حماد ، قال : حدثنا عليّ بن زيد ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «أوّلُ مَنْ يُكْسَى حُلّةً مِنَ النّارِ إبْلِيسُ ، فَيَضَعُها عَلى حاجِبَيْهِ ، وَيَسْحَبُها مِنْ خَلْفِهِ ، وَذُرّيّتُهُ مِنْ خَلْفِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : يا ثُبُورَاه وَهُمْ يُنادُونَ : يا ثُبُورَهُمْ حتى يَقِفُوا عَلى النّارِ ، وَهُوَ يَقُولُ : يا ثُبُورَاهُ وَهُمْ يُنادُونَ : يا ثُبُورَهُمْ فَيُقالُ : لا تَدْعُوا اليَوْمَ ثُبُورا وَاحدا وَادْعُوا ثُبُورا كَثِيرا » .