{ لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا } والقائل لهم هم الملائكة خزنة جهنم ، أي اتركوا دعاء ثبورا واحدا { وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا } والثبور مصدر يقع على القليل والكثير ، فلهذا لم يجمع ، ومثله ضربته ضربا كثيرا ، وقعد قعودا طويلا ، فالكثرة ههنا هي بحسب كثرة الدعاء المتعلق به ، لا بحسب كثرته في نفسه ، فإنه شيء واحد ، والمعنى لا تدعوا على أنفسكم بالثبور دعاء واحدا ، وادعوه أدعية كثيرة . فإن ما أنتم فيه من العذاب أشد من ذلك لطول مدته ، وعدم تناهيه . وقيل هذا تمثيل وتصوير لحالهم بحال من يقال له ذلك من غير أن يكون هناك قول وهو خلاف ظاهر القرآن .
وقيل إن المعنى أنكم وقعتم فيما ليس ثبوركم فيه واحدا ، بل هو ثبور كثير لأن العذاب أنواع كثيرة ، كل نوع منها ثبور لشدته أو لأنه يتجدد لقوله تعالى { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب } أو لأنه ينقطع فهو في كل وقت ثبور ، والأولى أن المراد بهذا الجواب عليهم الدلالة على خلود عذابهم وإقناطهم عن حصول ما يتمنونه من الهلاك المنجي لهم مما هم فيه .
أخرج أحمد ، والبزار والبيهقي ، وغيرهم قال السيوطي بسند صحيح عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن أول ما يكسى حلته من النار إبليس فيضعها على حاجبيه ويسحبها من خلفه ، وذريته من بعده ، وهو ينادي يا ثبوراه ، ويقولون : يا ثبورهم . حتى يقف على الناس ، فيقول : يا ثبوراه ويقولون : يا ثبورهم ، فيقال لهم لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا ، وادعوا ثبورا كثيرا ) {[1314]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.