معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ} (2)

وجواب القسم : قوله : { ما ضل صاحبكم } يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم ما ضل عن طريق الهدى . { وما غوى* }

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ} (2)

وقوله - سبحانه - : { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غوى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوى } . جواب القسم . و " ما " نافية . و " ضل " من الضلال ، والمراد به هنا : عدم الاهتداء إلى الحق ، وإلى الطريق المستقيم .

و " غوى " من الغى ، وهو الجهل الناشىء من اعتقاد فاسد ، وهو ضد الرشد .

و " الهوى " الميل مع شهوات النفس ، دون التقيد بما يقتضيه الحق ، أو العقل السليم .

والمعنى : وحق النجم الذى ترونه بأعينكم - أيها المشركون - عند غربوه وأفوله ، وعند رجمنا به للشياطين . . . إن محمدا - صلى الله عليه وسلم - الذى أرسلناه إليكم - { إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً } ما ضل عن طريق الحق فى أقواله وأفعاله ، وما كان رأيه مجانبا للصواب فى أمر من الأمور ، وما ينطق بنطق صادر عن هوى نفسه ورأيه ، وإنما ينطق بما نوحيه إليه من قرآن كريم ، ومن قول حيكم ، ومن توجيه سديد .

وقد أقسم - سبحانه - بالنجم عند غروبه ، للإشعار بأن هذا المخلوق العظيم مسخر لإرادة الله - تعالى - وقدرته فهو مع لمعانه وظهوره فى السماء لا يتأبى عن الغروب والأفول ، إذا ما أراد الله - تعالى - له ذلك ، ولا يصلح أن يكون إلها ، لأنه خاضع لإرادة خالقه .

ولقد حكى - سبحانه - عن نبيه إبراهيم أنه حين { جَنَّ عَلَيْهِ الليل رَأَى كَوْكَباً قَالَ هذا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفلين } قال بعض العلماء : والوجه أن يكون قوله : { إِذَا هوى } بدل اشتمال من النجم ، لأن المراد من النجم أحواله الدالة على قدرة خالقه ومصرفه ، ومن أعظم أحواله حال هويّه وسقوطه ، ويكون " إذا " اسم زمان مجردا عن معنى الظرفية ، فى محل جر بحرف القسم . .

وقال - سبحانه - : { صَاحِبُكُمْ } للإشارة إلى ملازمته صلى الله عليه وسلم - لهم ، طوال أربعين سنة قبل البعثة ، وأنهم فى تلك المدة الطويلة لم يشاهدوا منه إلا الصدق ، والأمانة ، والعقل الراجح ، والقول السديد . . . وأنهم لم يخف عليهم حاله بل كانوا مصاحبين له ، ومطلعين على سلوكه بينهم ، فقولهم بعد بعثته - صلى الله عليه وسلم - إنه ساحر أو مجنون . . . هو نوع من كذبهم البين ، وجهلهم المطبق . .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ} (2)

ذلك هو القسم . فأما المقسم عليه ، فهو أمر النبي [ صلى الله عليه وسلم ] مع الوحي الذي يحدثهم عنه :

( ما ضل صاحبكم وما غوى . وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى ) . .

فصاحبكم راشد غير ضال . مهتد غير غاو . مخلص غير مغرض . مبلغ بالحق عن الحق غير واهم ولا مفتر ولا مبتدع .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ} (2)

وقوله : ما ضَلّ صَاحِبُكُمْ وَما غَوَى يقول تعالى ذكره : ما حاد صاحبكم أيها الناس عن الحقّ ولا زال عنه ، ولكنه على استقامة وسداد .

ويعني بقوله : وَما غَوَى : وما صار غويّا ، ولكنه رشيد سديد يقال : غَوَى يَغْوِي من الغيّ ، وهو غاوٍ ، وغَوِيَ يَغْوَى من اللبن : إذا بَشِم . وقوله : ما ضَلّ صَاحِبُكُمْ جواب قسم والنجم .