والنبي صلى الله عليه وسلم تميز من سائر الأنبياء بالمعجزات الباهرات ولاسيما فإنه حين ظهر زال يبس الكوك وحرارة الحمية الجاهلية وأدرك الحكمة ورجم به شياطين الإنس المضلين لعباد الله في أرضه ، ونبت بوجوده أصناف الأغذية الروحانية تامة كاملة . قال جار الله : الضلال نقيض الهدى ، والغي نقيض الرشد ، والخطاب لقريش . قلت : هذا صادق من حيث الاستعمال لقوله { قد تبين الرشد من الغي } [ البقرة :256 ] { من يضلل الله فلا هادي له } [ الأعراف :186 ] إلا أنه ينبغي أن يتبين لا فرق بين الضلال والغواية . والظاهر أن الضلال أعم وهو أن لا يجد السالك إلى مقصده طريقاً أصلاً ، والغواية أن لا يكون له إلى المقصد طريق مستقيم ولهذا لا يقال للمؤمن من إنه ضال أو غير مهتد ويقال له إنه غوي غير رشيد . قال عز من قائل
{ فإن آنستم منهم رشداً } [ النساء :6 ] فكأنه سبحانه نفى الأعم أولاً ثم نفى الأخص ليفيد أنه على الجادة غير منحرف عنها أصلاً . ويحتمل أن يكون قوله { ما ضل } نفياً لقولهم هو كاهن أو مجنون لأن الكهانة أيضاً من مسيس الجن . وقوله { وما غوى } نفي لقولهم هو شاعر والشعراء يتبعهم الغاوون . ويحتمل أن يكون الأول عبارة عند صلاحه في أمور المعاد ، والثاني إشارة إلى رشده في أمور المعاش ومنه يعلم أن أقواله كلها على سنن الصواب إلا أنه كان يمكن أن تكون مستنبطة من العقل أو العرف أو العادة ، فأسندها الله سبحانه إلى طريق أخص وأشرف وهو أن تكون مستندة إلى الوحي فقال بصيغة تفيد الاستمرار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.